بين بينيتز وزيدان .. أسباب الإقالة ومعطيات التعيين!

14:45 05/01/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 بشير الكبيسي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    بعد 215 يوماً من تعيينه كمدرب لريال مدريد، تمت إقالة المدرب الاسباني رافائيل بينيتز بسبب؛ سوء النتائج التي قدمها الفريق تحت قيادته، وللوهلة الأولى لم يكن هذا حدثاً مفاجئاً بالنسبة للكثيرين، فهذا الخيار أصبح مطروحاً بشكل جدّي عقب الخسارة في الكلاسيكو، وما تلاها من تعثرات، جعلت الريال بعيداً عن المنافسة نحو التتويج بلقب الدوري الاسباني، اللقب الذي غاب عن خزينة النادي منذ عام 2012 في عهد جوزيه مورينيو.

    ولو قيّمنا أداء ريال مدريد في المرحلة الأولى من الموسم الكروي مع رافائيل بينيتز، سنجد إن الأداء كان باهتاً، ركيكاً، عشوائياً، ضعيفاً، إلى جانب الكثير من الأحاديث التي دارت في وسائل الإعلام عن الضعف أو بالأحرى الأخطاء التكتيكية التي ظهرت في الخطط أو أسلوب اللعب الذي اتبعه بينتيز مع ريال مدريد، ناهيك عن علاقته السيئة مع المشجعين وعديد اللاعبين بما في ذلك الأسبان، وكذلك فشله الذريع في احتواء كوكبة النجوم الذين يمتلكهم الريال، وعلى رأسهم راموس وكريستيانو وايسكو وخاميس وخيسي، ولعل هذا من أبرز الأسباب التي أدت إلى إقالته في نهاية المطاف.

    ريال مدريد بينيتز سيء في كل المقاييس، ولعل من أبرزها أن في (18) مباراة خاضها الريال في الدوري الاسباني لم يفز سوى بـ (11) مباراة، في حين تعادل بـ (4) مناسبات وخسر بـ (3)، وهذا ما جعل الفريق يحتل المركز الثالث ومتخلفاً بأربع نقاط عن المتصدر أتلتيكو مدريد والوصيف برشلونة، ويجب التنبيه إلى نقطة أخرى تؤكد بطريقة أو بأخرى أحقية الإقالة، إن نسبة فوز الريال مع بينيتز في الدوري الاسباني بلغت 61% وهي النسبة الأقل منذ كان فابيو كابيلو مدرباً للفريق، وليس هذا فقط فحسب، فإن الريال لم يفز في أي مباراة كبيرة منذ بداية الموسم، فخسر ضدّ كل من برشلونة وأشبيلية وفياريال وتعادل مع الأتلتيكو ومؤخراً أمام فالنسيا.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    زين الدين زيدان مدرباً للريال

    كما كانت إقالة بينيتز غير مفاجئة، فتعيين الأسطورة زين الدين زيدان كذلك، وهذا ما أكدته في آخر مقالة كتبتها وجاء فيها "زيدان يترقب إقالة بينيتز وهو المدرب القادم للريال"، وهذا بات واضحاً للعيان في السنوات الأخيرة، بأن فلورنتينو بيريز يحضّر زيدان لهذه المَهمّة، وعملية التحضير كانت بتعيينه مساعداً للإيطالي كارلو أنشيلوتي، وبعد ذلك مدرباً لريال مدريد كاستيا (الفريق الثاني)، وهذا يدل بطريقة أو بأخرى ثقة بيريز بإمكانات زيزو.

    زيزو حظي في النهاية بثقة الإدارة الملكية، وتم تعزيزها (أي الثقة) بتعيينه في فترة حرجة ومحورية عانى فيها الريال ما عانى من ضغوطات، وخاصةً بعد موسمٍ خرج فيه الريال خال الوفاض من الألقاب، وهذا يوضح لنا إن الآمال معقودة على المدرب الفرنسي في إحداث نقلة نوعية في نتائج الفريق مبدئياً، وبعدها التفكير في تقديم الفرجة والمتعة التي اعتادوا عليها "المدريديستا"، رغم أن زيزو غير مطالب منه تحقيق الألقاب في نهاية الموسم ومن غير المعقول والمقبول إقالته في نهاية الموسم نتيجةً لذلك!.

    وفي خضّم تعيين زيدان على رأس الإدارة الفنية للريال، لاحظت ردود أفعال المدريديستا على مواقع السوشيال ميديا بأنها اتسمت بالتفاؤل الكبير، وهذا التفاؤل في رأي الشخصي مبني على عدة عوامل نلخصها في النقاط التالية:

    أولاً: السمعة الكبيرة التي يمتلكها زيدان في الأوساط الكروية العالمية كلاعب، والتاريخ الحافل من الالقاب الفردية والجماعية، رغم أن هذا العامل غير حاسم، ومثال ذلك الأسطورة الأرجنتينية مارادونا ولاحظنا جميعاً فشله الذريع في التدريب، وهذا يدل على أن ليس كل من كان لاعباً كبيراً، ممكن أن يكون مدرباً كبيراً، فهذين المجالين مختلفان تماماً.

    ثانياً: العلاقة القوية التي تربط زيدان بريال مدريد وإدارته، وبرغم إنه نشأ وبدأ مسيرته مع نادي بورتو الفرنسي، وترعرع في يوفنتوس الإيطالي، ولكن مسيرته مع الريال كانت مميزة وشهدت جانب كبير من تألقه، الأمر الذي جعله يتعلق بالريال حتى بعد إعتزاله فاستمر وتدرج في العمل الإداري والفني، والسنوات الأخيرة أكدت هذا الطرح، وآخرها المشهد العائلي الذي شاهدناه بالأمس في المؤتمر الصحفي، فظهر زيدان وكأنه "فرد من عائلة ريال مدريد".

    ثالثاً: الفترة التي قضاها زيدان على دكة بدلاء الفريق كمساعد لكارلو أنشيلوتي شهدت نجاحاً لافتاً على مستوى علاقته مع اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس، فهو كان قريباً من جلّ اللاعبين الذين يكنون له كامل الاحترام، إلى درجة إنه أصبح في آخر الأوان إنه أقرب إلى اللاعبين من أنشيلوتي نفسه.

    ويذكر أن قبل عدة أسابيع وفي إحدى المقابلات التي أُجريت مع المدرب كارلو أنشيلوتي، فقد صرح قائلاً: "خلال تدريبي ريال مدريد، فعندما كان يتحدث زيدان ينصت جميع اللاعبين" وهذا عامل مهم للغاية ويوضح قوة شخصية زيزو، وهو العامل الذي افتقده بينيتز بشكلٍ واضح، فنجاح أي مدرب في تدريب ريال مدريد يعتمد على طبيعة علاقة ذلك المدرب مع اللاعبين.

    رابعاً: إلى جانب ذلك فإن زيدان يحظى بعلاقة وطيدة برئيس النادي فلورنتينو بيريز، وهذا الأمر ليس بالجديد، وإنما بدأ منذ أن كان زيزو لاعباً، وفي رأي إن هذا التقارب يصب في مصلحة الفريق في الفترة القادمة، فتقارب وجهات النظر يعني إن زيدان يمتلك الصلاحية أو مخوّل بإحداث أي تغييرات يريدها في التشكيلة، كالأستغناء عن بعض اللاعبين والتعاقد مع غيرهم، وفي الأمسِ فقط قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الويلزي غاريث بيل سيغادر السانتياغو برنابيو بعد وصول زيزو.

    هذا يعني، أن كل المعطيات المطروحة على الطاولة والمصاحبة لتعيين زيدان كأول فرنسي يقود تدريب ريال مدريد تدعو إلى التفاؤل بنسبٍ متفاوتة، ولكن بنفس الوقت لا يمكن أن يكون ذلك التفاؤل مفرطاً إلى حدٍ كبير، فزيدان ما يزال مبتدأ في عالم التدريب ولم يخض أي تجربة كبيرة قبل ذلك، ولكن كل شيء في النهاية متوقف على "زيزو" وما سيقدمه في الفترة القادمة، وللحديثِ بقية.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة