معضلة “الكثافة” في الريال وخيارات المدربين!

23:27 20/12/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 بشير الكبيسي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    جوزيه مورينيو "افتقادنا للكثافة كان سبباً لخسارتنا في المباراة الأخيرة"، أنشيلوتي "إذا أردنا الفوز في مباراة الغد يجب أن نلعب بكثافة عالية"، بينيتيز "الكثافة والاستعداد الجيد يمكناننا من تحقيق الانتصارات!"، رئيس النادي فلورنتينو بيريز وخلال المقابلة التي أجرتها إذاعة كادينا سير معه مؤخراً "يجب علينا أن نلعب بأعلى كثافة ممكنة، فإن لم نفعل ذلك لن نفوز أبداً".

    من البديهي قول إن مصطلح "الكثافة" تكرر كثيراً في مقدمة هذه المقالة، والأمر كذلك مع "المدريديستا" الذين اعتادوا على سماع هذه الكلمة، والتي تتردد دائماً على ألسنة مدربي ريال مدريد، ففي أغلب المؤتمرات الصحفية التي تُعقد بُعيد المباريات التي يتعثر فيها الفريق، تصبح كلمة "الكثافة" هي المنقذ للمدرب أو لكل من يتحمل المسؤولية في النادي، وسبب ذلك أن الكثيرين لا يعرفون ما هية هذا المصطلح، والمعاني التي يرمي لها، فأصبح ينطبق علينا تماماً كمتابعين المثل الفلسيطينيّ "زي الأطرش في الزفة!".

    بادئ ذي بدء، في علم التدريب والتكتيك لا أعتقد أن هناك مصطلحاً يدعى "الكثافة"، فلا أعرف من أين استنبطوه ومن أين جاؤوا به مدربي الريال الذين تولوا قيادة الفريق في السنوات الأخيرة، ولكن يجب أن نتفق سويةً، إن هذا المصطلح الذي أصبح سبباً لكل إخفاقات الفريق، ما هو إلا اجتهاد تحليلي، لا يستند إلى نظريات علمية كما هو الحال في عالم التدريب، برغم أنني لا أؤمن بذلك، فالساحرة المستديرة لا تحكمها نظريات، فهي تدور بالطريقة والكيفية التي ترغب بها وعكس كل التوقعات.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    ولكن لو اجتهدنا في تحليل هذا المصطلح وأسبابه كمتابعين لريال مدريد، لربما سنصل إلى عدة استنتاجات ومنها:

    أولاً: منذُ حقبة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، والريال يعاني من تذبذب في المستوى، فتارة يقدم مستويات قلّ نظيرها أمام كبار القارة العجوز، وتارة أخرى يتعثر أمام فرق متواضعة، وهذا ما حيّر الجميع، وكثرت الاجتهادات الرامية إلى تحليل الحالة التي يمر فيها الفريق، ومنها سوء الكادر الطبي في تشخيص الإصابات التي يتعرض لها لاعبين الريال، وضعف في عملية –Recovery- الإنتعاش من الإصابة، وكيفية التعامل معها، وكثرت الإصابات في السنوات الأخيرة وخاصةً العضلية، ما هي إلا دليل على هذا الضعف، الأمر الذي افقد الفريق عناصر مؤثرة وافقده الاستقرار في التشكيلة.

     إلى جانب ذلك، الكادر البدني المسؤول على المحافظة على معدلات اللياقة البدنية لدى اللاعبين، والملاحظ وجود خلل واضح في هذا الكادر نابع من ضعف "نسق المباراة" من قبل الريال في عديد المباريات، وخاصةً في الشوط الثاني ما عرض الفريق في الكثير من الأحيان إلى فقدان نقاط مهمة، وهذا جعل الفريق عاجز على عمل ال –Reaction- ردة الفعل حتى أمام فرق أقل مستوى بسبب عدم توفر المخزون البدني اللازم.

    ثانيّاً: عُرِفت سياسة الرئيس فلورنتينو بيريز منذ أن تولى رئاسة ريال مدريد أول مرة في بدايات القرن الحادي والعشرين بال "جلاكتيكوس"، وببساطة يعني جمع نجوم عالم المستديرة في فريقٍ واحد، ولاقت هذهِ السياسية تماماً كما ستلاقي هذه المقالة، جزء من المؤيدين والمعارضين، ومبررات المعارضين، إن من سلبيات هذه السياسة اعتمادها على "النجومية الإعلانية الربحية" أكثر من "النجومية الرياضية" في عملية التعاقدات، علاوةً على فرض هؤلاء النجوم أنفسهم داخل المستطيل الأخضر بغض النظر عن الأداء الذين يقدموه، وذلك بناءً على اتفاقيات مسبقة تبرمها وكالات الإعلان مع ريال مدريد تمنعه من عدم مشاركة اللاعبين إلا في استثناءات نادرة، كالإصابات القوية، الأمر الذي يجعل أغلب اللاعبين يتخاذلون في أداء واجبهم "فلماذا يجهدون أنفسهم ومكانتهم محفوظة ولا يستطيع أحد المساس بها، حتى بيريز نفسه!".

    على الهامش، صرح القائد سيرجو راموس عقب الخسارة في ملعب المادريغال أمام الغواصات الصفراء فياريال بنتيجة (1-0) قائلاً "ما نقدمه لا يليق على الإطلاق بمُسمى ريال مدريد وشعاره" وبهذا الصدد غرّد لاعب إشبيلية سابقاً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في محاولة لتحليل الوضع المرير الذي يمرّ فيه الفريق "هي فكرة واحدة فقط، ينقصنا العمل ثم العمل ثم العمل" وهذا يوضح بطريقة أو بأخرى إن جميع اللاعبين مقصرين إتجاه شعار ريال مدريد وعشاقه.

    بينيتيز أم زيدان أم مورينيو ؟!

    كَثُر الحبر الذي أسالته الصحافة الاسبانية والعالمية إزاء أزمة ريال مدريد، وكثرت الانتقادات والتحليلات والتوقعات، ولعل من أكثر الأسماء المتداولة، المدرب رافائيل بينيتيز الذي أصبح العدو الأول للصحافة المدريدية والشخص المستهدف من قبلهم، ومن قبل المشجعين المدريديين، فأفكار وخطط وتكتيكات بينيتيز لا يحبذها الجميع الذين باتوا يرون إن "رأس الشر" هو "الغبي" بينيتيز كما يفضل بعض المشجعين تسميته

    ونتيجةً لذلك، طرحت وسائل الإعلام البدائل التي من الممكن أن تحل محل بينيتيز، وهذا الأمر بدأ منذ الخسارة الموجعة في الكلاسيكو العالميّ، ومن بين أبرز الأسماء، مدرب الكاستيا "ريال مدريد ب" الأسطورة الفرنسية السابقة زين الدين زيدان "زيزو" ولكنه رفض في عدة مناسبات هذه الفكرة، على الأقل في الوقت الحاضر بداعي عدم استعداده في الشروع بهكذا تجربة الآن.

    وأيضاً، المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بُعيد إقالته من تدريب البلوز تشيلسي بسبب سوء النتائج علماً إن الأخير لا يبعد عن منطقة الهبوط سوى مركز واحد، ولكن رغم الطريقة التي خرج بها "المو" من ريال مدريد إلا أن الصحافة الاسبانية سلطت الأضواء على هذا الأمر ولم تستبعد عودة "السبيشال وان" إلى القلعة البيضاء مرةً أخرى.

    ولكن لنكن واقعيين، فلورنتينو بيريز لن يُقيل رافائيل بينيتيز الآن ولا حتى قبل انتهاء الموسم إلا في حال خسر رافائيل جلّ المباريات المتبقية! فهو غير مستعد أن يضع نفسه في موقف محرج أمام الجميع، بالإضافة إلى عدم توفر البديل الجاهز والذي يقبل باستلام الفريق في ظل الأزمة التي يواجهها، وفي النهاية استمرار رافا من عدمه يعتمد على تحقيقه إلى الألقاب، وأنا أضمن لكم في حال حقق "الدوري أو التشامبيونز ليغ" سيبقيه بيريز ليبرر أن قرار التعاقد معه كان عظيماً.

    إما فيما يخص تعيين زين الدين زيدان في الوقت الحاضر فهو مستبعد في رأي لسببين؛ الأول يكمن في عدم رغبة زيزو تولي هذه المهمة الآن، فهو يرغب بتعلم المزيد عن عالم التدريب، ويفضل التدرج البطيء لحين الوصول إلى القمة، والسبب الثاني يتعلق بريال مدريد وعلى وجه التحديد فلورنتينو بيريز، فأعتقد إنه لن يجازف ولن يحرق ورقة زيزو المعول عليها في المستقبل القريب في ظل والوضع الراهن،، فبيريز يريد أن يسلّم منصب المدرب للفرنسي على طبق من ذهب وكل ما يحيط ويتعلق بأوضاع الفريق يجب أن تكون مستقرة، وعلى أية حال فتولي زيدان مهمة تدرب الريال معروفة ومضمونة وهذا ما أكده الرئيس في مقابلته مع إذاعة الكادينا سير.

    وفيما يتعلق بعودة جوزيه مورينيو، فهي غير متناولة أيضاً، ومن الأسباب التي تجعلني استبعد هذا الخيار، أولاً بيريز هو من أقال مورينيو وقتذاك رغم الأحاديث التي قالت إن الطرفين انهيا العقد بالتراضي، فمن الصعب أن يناقض قراره ويعيده مجدداً، ثانياً الخلاف الجوهري الذي كان في حقبة مورينيو أساسه منصب "المدير الرياضي" الذي يحبذ أن يسيطر عليه بيريز حتى يطبق سياسته كيفما يشاء، وبعودة "المو" الذي يفضل هو من يقود مسؤولية التعاقدات فالخلاف سيعود، ناهيك عن علاقة المدرب البرتغالي السيئة بالصحافة المدريدية وخاصة "الماركا". خلاصة الحديث، مستقبل بينيتيز يعتمد على تحقيقه للألقاب من عدمها في نهاية الموسم، وزيدان بدون شك يترقب ذلك لأنه سيكون المدرب القادم للمرينغي، إما مورينيو فسيقضي عطلته على الشواطئ البحر الأبيض المتوسط وبعدها "ربك يفرجها".

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة