مورينيو .. ظالم أم مظلوم ؟

02:39 18/12/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 عمر عبد الفتاح

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    في مفاجأة كبيرة للمتابعين أعلن نادي تشلسي عن إقالة البرتغالي جوزيه مورينو نتيجة لتردي مستوى الفريق وتحصله على 15 نقطة فقط من أصل 48 ممكنة خلال الموسم الحالي وبالتالي الحصول على المركز السادس عشر، و عند معرفة إن البلوز تصدروا جدول الترتيب العام الموسم المنصرم من أول جولة و حتى انتهاء الموسم تكون المفاجأة الحقيقية في استغراب جل المتابعين من هذا القرار واستهجان المشجعين له، في دلالة واضحة على قيمة المدرب البرتغالي وقدراته التكتيكية من على حدود المستطيل الأخضر.

    ما مر به تشلسي ومورينو في الفترة الماضية هو أمر استثنائي ونادر الحدوث بالتأكيد  بالتالي لا بد من وجود أسباب استثنائية أدت إلى هذا التقهقر ،و بالتأكيد مورينو نفسه سببا في بعضها و للاعبين منها نصيب.

    ابتداء بالسيد مورينو وبعيدا عن حديث دروغبا المبهم بأن رسائل مورينو لا تصل اللاعبين بعد موسمين، وبعيدا أيضا عن الحديث المستهلك حول حروبه المتكررة مع الحكام والمدربين ، وبالتوقف فقط مع حديثه الاثنين الماضي بعد خسارة فريقه ضد ليستر عندما قال : (( اشعر ان اللاعبين قد خانوا جهدي، من الواضح ان ما قدمناه الموسم الماضي و ما وصل إليه معظم هؤلاء اللاعبين يعود بالأساس إلى عملي الاستثنائي و لا يعكس بتاتا المستوى الطبيعي لهؤلاء اللاعبين)) فطالما ان مورينو قد قال هذا التصريح  "القبيح" أمام وسائل الإعلام فمن المنطقي استنتاج انه قد اسمع لاعبيه ما هو أسوأ من ذلك في الغرف و التدريبات المغلقة ، من الواضح ان مورينو قد أصاب  نجوم تشلسي في كبريائهم الكروي و اعتدادهم بأنفسهم، كبريائهم النابع من نظرتهم لانفسهم كابطال للبريميرليغ الموسم الماضي، وقد أصابهم مورينو تماما حيث يجب الا يفعل. بالعودة بالذاكرة بضعة مواسم للخلف سنجد ان هذا هو نفس الامر الذي افسد عليه موسمه الثالث مع الملكي عندما حارب كاسياس وراموس أبطال الأمم الأوروبية في بداية الموسم ثم اوزيل و بيبي وحتى رونالدو نفسه قبل الرحيل بقليل ، حروب جميعها بدأت بانتقادات فنية كروية بحتة لم يستطع مورينو توجيهها بصورة تعود ايجابيا على لاعبيه بل طعن بها غرورهم الكروي وانتهت بصراعات شخصية لم ينجح البرتغالي في احتواءها.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    على الجانب الآخر و دفاعا عن المدرب القدير فان مورينو من نوعية المدربين الذين يفضلون انتقاد الحكام أو الجمهور أو حتى أرضية الملعب و حتى قد يفتعل مشاكل مع الصحافة أو مع مدربي الخصوم مقابل توجيه الكاميرات وانتقادات الصحف بعيدا عن لاعبيه ، لذلك من الغريب ان يقوم هو نفسه بانتقادهم علانية هذه المرة و بهذه الصورة الشنيعة مما يدل على تجاوزهم جميع الحدود ، مثل ما فعله كوستا قبل أسبوعين عندما ألقى بقميص الإحماء تجاهه.

    بالتأكيد من حق المدرب –بل من واجبه- ان ينتقد لاعبيه عندما لا يؤدون بالشكل المطلوب ولكن في الاجتماعات المغلقة للفريق، لكن من الواضح ان مورينو أعطى نفسه حرية القسوة على اللاعبين في هذه الاجتماعات نظرا لما قام به من طفرة في مستوى تشلسي ككل منذ قدومه و تطور جميع لاعبيه الحاليين بلا استثناء مقارنة بما كانوا عليه قبل وصوله ، ربما توقع مورينو تقبلهم لانتقاداته القاسية قليلا في بداية الموسم نظرا لفضله عليهم و توقع تعاملهم باحترافية- كان واجبا عليهم التحلي بها- تجاهها فأساء اللاعبون التعامل معها، حتى خلال فترته مع الريال كانت علاقة مورينو مع اللاعبين رائعة جدا و كان بمثابة الأب الروحي للفريق بعد ما قام بترقيتهم لمنافسة البارسا و أوصلهم لافتكاك لقب الدوري في موسمه الثاني من براثن الكتلان و الفوز بالسوبر الاسباني في بداية موسمه الثالث، و عند النظر إلى حال الريال قبله عندما خسر الريال من فريق يدعي الكوركون سنتفهم لماذا انتقد مورينو لاعبيه بوضوح عند انخفاض مستواهم و قام بإجلاس كابتنهم احتياطيا عند تدهور مستواه ولماذا لم يدر بخلد البرتغالي أن يكون رد فعلهم بهذه الكيفية.

    هازارد ، ويليان ، ازبيليكويتا واوسكار جميعهم كان مورينو سببا اساسيا في ارتفاع مستواهم بشكل ملحوظ ، جون تيري و فابريغاس انتشلهم مورينو من اعراض الوفاة الكروية التي طرأت عليهم و رد فيهم الحياة مجددا و حتى ماتيتش أعاده مورينو الى جنة البلوز التي طرد منها من قبل ، فكان طبيعيا ان يتوقع منهم السمع و الطاعة و ان يتقبلوا انتقاداته برحابة صدر و ليس باتخاذهم موقفا سلبيا يقتضي الوقوف كالاصنام تاركين فاردي و رياض محرز – و قبلهم الكثيرين – يمرون من أمامهم غير آبهين بهم ، فقط تآمرا على المدرب الذي أعطاهم ما لم يجدوه من قبل واكرر بان مورينو كان ينبغي عليه الاتعاظ من تجربته السابقة و اخذ الأمور بروية و لطف أكثر.

    تشلسي الآن يمر بظرف لا يحسد عليه ففي أحسن الفروض و أكثرها تفاؤلا لن يحصد الفريق سوى المركز السادس المؤهل إلى اليوروبا ليغ و هي معروفة بكونها بطولة طاردة للنجوم، فلاعب مثل هازارد مثلا في ربيع عمره الكروي -25 عاما- من الصعب جدا إن يقضي عاما آخر بعيدا عن دوري الابطال مع اهتمام عديد من الكبار به. في ما يخص الفترة الحالية فلا توجد أسماء متميزة ستقبل بتولي مسؤولية الفريق في منتصف الموسم ويبدو الاسباني خواندي راموس الأقرب لتولي دفة القيادة حتى نهاية الموسم حسب عديد الصحف ، صحيح انه ربما ليس بالمستوى المطلوب إلا إن خبرته بالملاعب الانجليزية جيدة جدا . أما بخصوص الموسم القادم فانشيلوتي و على الأغلب بيب غوارديولا سيكونوا متاحين و بالتأكيد يستطيعان تعويض المشجعين الزرق عن ما عانوه هذا الموسم.

    أما بالنسبة للسيد رومان ابراموفيتش مالك النادي فلا يبدو انه كان سعيدا باتخاذ مثل هذا القرار ، خصوصا بعد الضمانات التي كلفها لمورينو عند أعادته للنادي قبل عامين و نصف ، و بعد الثقة و الدعم اللا متناهي الذي وفره للمدرب البرتغالي خلال الفترة الماضية إلا إن الضغوط التي فرضها اللاعبون كانت اكبر من كل ذلك. ففي الحياة ليس الصواب دوما إن تقوم بما تؤمن انه صواب بل أحيانا يكون الصواب إن تقوم بما هو اقل ضررا ، و يبدو إن كرة القدم ليست باستثناء

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة