اطمئنوا … الريال بخير!

18:03 05/11/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 بشير الكبيسي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    رغم أن قمة الأمس بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان انتهت بنتيجة (1-0) لصالح المرينغي، وتأهل الأخير إلى الدور ثمن النهائي مبكراً، إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً بكسب إطراء المدريديستا، الذين صبوا جام غضبهم في منصات السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي)، على المدرب الاسباني رافائيل بينيتيز، وجوهر انتقاداتهم ارتكزت على ذريعة أن المدرب شوّه ولطخ الفانلة البيضاء بالخزي والعار! بسبب الأسلوب التكتيكي الذي اتبعه، فنحن ريال مدريد وهذا لا يليق بنا.

    نعم، ريال مدريد لم يكن في يومه، وفاجأ الجميع بالأداء الذي ظهر فيه، وخاصةً إن المباراة أقيمت على ملعب سانتياغو برنابيو، الأمر الذي يجعل من المشجعين يتوقعون من فريقهم أن يكون صاحب المبادرة على المستطيل الأخضر، ولكن هذا لم يحدث، فظهر الريال باهتاً، ضائعاً، حائراً، متردداً، افتقد إلى التحكم في نسق المباراة، وخسر معركة خط الوسط رغم تواجد لاعبين من نوعية لوكا مودريتش وتوني كروس.

    ولكن قبل ذلك، لا بد لنا أن نتفق على بعض المفاهيم الأساسية في عالم كرة القدم، حتى لا نغرق في جدال شائك لا فائدة منه، فهناك اختلافات واضحة وكبيرة بين بعض المصطلحات التكتيكية التي يستخدمها المدربون في عالم الجلد المدور ويتداولها المهتمون في الشأن الرياضي، ومنها (التوازن)، ويدل هذا المصطلح المركب والغامض على أن الأسلوب التكتيكي يجري اعتماداً على ظروف ومجريات المباراة، فإن تطلب الأمر العودة إلى الخلف وانتظار الخصم في الخطوط الخليفة والاعتماد على الهجمات المرتدة فسينفذ اللاعبون ذلك، وإن قبل الخصم اللعب وخضع للضغط المسلط عليه وإن انكمشت خطوطه أمام سيل المحاولات المتكررة فسيكون الهجوم هو العنوان الأبرز.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    بالإضافة إلى مصطلح التوازن، هناك مصطلح يدعى (التحفظ)، أي الدفاع من أجل غاية الحفاظ على عذرية الشباك، وفي علم التدريب، يوحي التحفظ بالعديد من المعطيات، وأبرزها أن الفريق لا يمتلك أية إمكانات وحلول هجومية تربك الخصم، أو تفقده صواب التركيز، فيوظف الفريق بأكمله ككتلة واحدة، ويبدأ الدفاع المحصن من أول مهاجم، ويكون الاعتماد كل الاعتماد على أخطاء الآخر، لخطف هدف ب ’’ضربة معلم‘‘ كما يقال في اللهجة الدارجة.

    من الملاحظ، إن الخلط قد جرى بين هذين المصطلحين (التوازن والتحفظ) من قبل مشجعو ريال مدريد، وهذا كان واضحاً كوضوح الشمس، من خلال الانتقادات التي وجهت للمدرب رافائيل بينيتيز، فقد اتهم مدرب نابولي سابقاً بأنه مدرب متحفظ وذو أسلوب دفاعي بحت، ولكن هناك الكثير من المعطيات التي تفند هذه الادعاءات، وتخرج بينيتيز من قفص الاتهام.

    فلو وضعنا مصطلحي التوازن والتحفظ التكتيكيين في ميزان ذو كفتين، وأسقطناهما على أداء ريال مدريد بينيتيز، أو لنقل ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان، لرجحت كفة الأداء المتوازن الذي سبق إن شرحنا الدلالات التي يعنيها في علم التدريب، فالريال لم يكن مستسلماً ودليل ذلك إنه انتصر وظفر بالنقاط الثلاث، ولكن يمكننا القول إن الريال تعامل بناءً على الظروف التي سبقت وتخللت المباراة، وعلى قوة المنافسة والفريق الفرنسي الذي تعلم واستفاد كثيراً من مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي.

    إن الأسباب التي دفعت ريال مدريد على الظهور بالشكل الشاحب مبررة للغاية، فهو واجه فريقاً أصبح متمرس على مثل هذه المواجهات، وبات نداً شرساً، وأصبحنا معتادين لتواجده في المسابقة الأفضل في أوروبا، وبحوزته لاعبين يحلم كل مدرب في عالم المعمورة في الحصول على خدماتهم، فباريس سان جيرمان لم يعد ذلك النادي الذي يصنف من أندية الصف الثاني, بل يعتبر من أندية النخبة الأوروبية، وكل ذلك وأكثر وريال مدريد يفتقد للعديد من نجوم الفريق، الأمر الذي أفقده الحلول في الخطوط الأمامية بسبب غياب ال BB وكان ال C وحيداً إلى جانب خيسي الذي وظف للمساندة الدفاعية.

    كيلور نافاس، بيبي، مارسيلو، راموس، كارفخال، خاميس، مودريتش، بنزيما، دانيلو، بيل، أربيلوا، كوفاسيتش، كل هذه الأسماء الكبيرة والأساسية، هي حصيلة الإصابات لريال مدريد في أول شهرين من عمر الموسم! حقاً ريال مدريد في ظروف لا يحسد عليها، ورغم ذلك فهو متصدر ترتيب الدوري الإسباني، وأول المتأهلين إلى دور الثمانية من الشامبيونز ليغ، فماذا يريد المدريديستا  أكثر من ذلك من فريق بعثرت أوراقه الإصابات، لدرجة إن الجميع بات يحلم بمشاهدة ريال مدريد مكتمل الصفوف، ولكن للحلم بقية!.

    صراحةً، لا يوجد هناك دليل عن أسلوب التوازن الذي جلبه بينيتيز لريال مدريد, أفضل من الأرقام والإحصائيات التي لا تكذب، فريال مدريد لغاية الآن، أفضل دفاع وأفضل هجوم محلياً و أوروبياً، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على القيمة التكتيكية لأسلوب بينيتيز، الذي قضى بذلك على ’’سرطان الكرات الثابتة‘‘ والثغرات الدفاعية الكارثية التي ظهرت في حقبة المدربين السابق والأسبق، مورينيو وأنشيلوتي، وجعل من دفاع الريال معضلة لكل الفرق التي تواجه المرينغي.

    ملخص القول، رافائيل بينيتيز كان واقعياً وتعامل بذكاء مع أزمة الإصابات التي عصفت بالفريق منذ بداية الموسم، وما قدمه ويقدمه مع الريال لا يمكن إلا الإشادة به، فالريال متأهلاً ومتصدراً، والخطوات التي يخطوها ثابتة ومدروسة، ناهيك على ميزة إن الفريق لم يتذوق طعم الخسارة لغاية الآن، المطلوب التريث قليلاً من قبل المشجعين، وعدم استباق الأحداث وإلقاء الأحكام الغير مدروسة، ففترة 60 يوماً من الاستحالة أن يقيم فيها عمل مدرب يقضي الموسم الأول له مع الفريق، على الرغم من النتائج الطيبة التي قُدمت, انتظروا الريال بثوب آخر مع عودة ’’تشكيلة المصابين‘‘ فمعهم ستعود المتعة وسيعود ضجيج البرنابيو إلى أيامه الخوالي، فاطمئنوا… الريال فعلاً بخير.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة

    كلمات مفتاحية