احذروا … قنبلة ذريّة في السانتياغو برنابيو!

وهناك قول مأثور ينص على أن لكل مقامٍ مقال، الأمر الذي سيمنعنا من الحديث عن القنابل الذريّة للولايات المتحدة الأمريكية البالغ عددها 1643 رأسًا نوويًّا، وسيقتصر حديثنا عن تلك التي بحوزة فريق المدرب رافائيل بينيتيز.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

رغم أن المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز تلقى العديد من الانتقادات منذ المباراة الأولى له مع ريال مدريد، والتي انتهت بالتعادل السلبي أمام سبورتينغ خيخون، إلا أنه تمكن في النهاية من كسب “الأغلبية” إلى صفه، وذلك بفضل النتائج التي حققها مع ريال مدريد مؤخرًا.

بينيتيز تمكن من السيطرة على زمام الأمور، منذ خماسية ريال بيتيس، في الجولة الثانية من الليغا الإسبانية، وما تلاها من مباريات، وكل ذلك تحقق بفضل “الواقعية التكتيكية” أو لنقل “التوازن التكتيكي” الذي ظهر عليه ريال مدريد.

ولو أخذنا في الحسبان، آخر أربع مباريات لريال مدريد أمام أتلتيكو مدريد، وليفانتي، وباريس سان جيرمان، وسيلتا فيغو، لتضح لدينا النهج التكتيكي الذي يتبعه بينيتيز، وهو الأمر الذي يعتبر نقطة قوى بالنسبة للريال في الوقت الحالي.

إن نقطة القوى الأولى، تبدأ من حراسة المرمى متمثلة بتواجد الكوستاريكي المتألق كايلور نافاس، الذي وصفته الصحافة العالمية بإنه أفضل حارس مرمى في أوروبا حاليًّا، فهو قدم ضمانات واضحة من خلال تصدياته الحاسمة، التي من شأنها حالت دون تلقي شباك الريال أهداف عديدة كما كان يحدث في حقبة الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

وعلى عكس المواسم المنصرمة، فإن دفاع ريال مدريد أصبح أكثر تماسكًا ولحمةً من ذي قبل، فهو استقبل ثلاثة أهداف فقط في 12 مباراة خاضها هذا الموسم في بطولتي الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، أي بمعدل بلغ 0.25 هدف في المباراة الواحدة، وهذا كان كفيلاً بوضع ريال مدريد في قائمة الفرق الأوروبية التي لم تتلقى أي خسارة لغاية الآن، إلى جانب باريس سان جيرمان.

وفي رأي الشخصي، فإن تحسن أداء المنظومة الدفاعية لريال مدريد، يرجع إلى ابتكار مركز جديد للبرازيلي كاسميرو، وهو “المحور الكلاسيكي” الذي من واجباته بالدرجة الأولى، إيقاف هجمات الخصم وتشكيل جدار عازل يبعد خط الدفاع عن الخطر، عن طريق قطع الكرات، بالإضافة إلى الانخراط مع خط الدفاع كمدافع خامس في الحالات التي يستحوذ فيها الخصم في مناطق ريال مدريد، وهذا كان واضح بشكل جلي في آخر المباريات، بذلك أعاد بينيتيز إلى أذهاننا صولات المايسترو تشابي ألونسو مع الميرنغي في هذا المركز.

ومن نقاط القوى لريال مدريد بينيتيز، هي ديناميكية خط الوسط، فرغم الغيابات التي تلقاها ريال مدريد في هذا المركز ومراكز أخرى، إلا أنها لم تؤثر على المنظومة التكتيكية رغم خوض الريال مواجهات صعبة على الجبهتين الأوروبية والمحلية، فقد وظف لاعبين شباب مثل لوكاس فاسكويز وخيسي رودريغيز، وأقنعهم بالتضحية من أجل الفريق وأوكل لهما واجبات دفاعية تصب في خدمة خط الوسط، وخاصة في فترة غياب الكرواتي لوكا مودريتش.

في الحقيقة، بينيتيز نجح في تخطي شبح البدايات، ولا بد من الإشادة بما قدمه لغاية الآن، لأن كل ذلك وأكثر حصل في ظل غياب العديد من اللاعبين الأساسيين، وعدم اكتمال أركان “رأس القنبلة الذريّة” ال “BBC” بعد.

ريال مدريد الحالي، بات يشكل الكثير من الرعب بالنسبة لخصومه المحتملين، ليس فقط الأقل شأنًا منه، بل لا مناص لكبار القارة العجوز، فالقادم سيكون أدهى وأمرّ، وكل من سيزور السانتياغو برنابيو، سيشعر بتلك الرعشة والرجفة، نتيجة التأثير المدمر والمهول للقنبلة الذرية، فاحذروا ذلك يا سادة!

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب