المدريديستا والبرشلونيستا يؤكدان بأن ما زال بداخلنا رواسب من أبي جهل!

18:47 28/09/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 بشير الكبيسي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    تميّز العرب قبل الإسلام بالكثير من السلوكيات الشاذة، التي لازمتهم على مدار عقود من الزمن، ورغم “بزوغ النور” ولكن لم يكن كفيلاً بإخراجهم من الجهل الذين هم فيه، بل استمروا في التمسك بتلك العادات والتقاليد التي توارثوها جيلاً بعد جيل.

     ومن أبرز السلوكيات التعصب القبلي، فإن العرب في الجاهلية لم يكونوا أمة واحدة، ولا شعبًا واحدًا، بل كانوا قبائل وعصائب متناحرة ومتنازعة ومتفرقة، تحكمها أعراف قبلية متخلفة، وقد كانت العصبية القبلية هي أساس النظام الاجتماعي السائد في الجاهلية” الذي كان شعاره؛ انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا! ومن الأمثلة التي تنطوي على ذلك أيضًا، التعصب الحزبي، والتعصب المناطقي، والتعصب في الرأي، وتعصب الفكري، والتعصب للذات والتعصب الرياضي ونحو ذلك.

    ورغم التطور الذي طرأ على الأمم في السنوات الأخيرة بمختلف مجالات الحياة، وخصوصًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، التي جعلت من العالم ليس فقط قرية، بل غرفة صغيرة، إلا أننا كعرب وللأسف فاتنا الكثير من محطات قطار التطور، وحافظنا على العادات والتقاليد القبيحة في العصر الجاهلي.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    ولو أسقطنا ما تقدم، على ما يحدث في المجال الرياضي حاليًّا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، مشجعو ريال مدريد وبرشلونة، وما يحدث بينهما من مناوشات دائمة، لترسخت لدينا الكثير من القناعات إن العرب ما زالوا في قوقعة التخلف والجهل والضياع.

    وفي الوقت الذي لا بد أن تكون فيه الرياضة متنفسًا للشعوب، ونوعًا من أنواع الترفيه النفسي، والمتعة الروحانية، غير أن العرب جسدوها أنموذجًا للتعصب والتحزب لهذا الكيان أو ذاك، وفي الوقت الذي وحدت فيه الرياضة شعوبًا وطوّرت أممًا، أسقطتنا نحن إلى الحضيض، وأرجعتنا لما قبل التاريخ، حيث الجاهلية.

    إن ما يدور من تفاعل وحوار دنيء بين المدريديستا والبرشلونيستا على السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي) وأماكن أخرى، ما هو إلا مدعاة للخيبة والإحباط، بسبب الكمية الهائلة من رسائل القذف والشتم والإقصاء… بسبب نتيجة مباراة أو حادثة ما أو رأي مضاد من كلا الطرفين، ومصادر هذه الرسائل هم شباب يافعين أنهكهم التعصب الأعمى وأفقدهم بوصلة الحياة، وشغل كامل وقتهم عن الأمور الأساسية التي لا تسير الحياة بدونها.

    فكم من أرواحًا زُهقت بسبب هذا التعصب في وطننا العربي ؟ وكم من حادثة وقعت نتيجة لذلك ؟ وكم من خصام حدث بين الأخوة والأصدقاء والأحباب لخلاف رياضيّ ؟ وكم من أسرة تضررت نتيجة هذا التعصب ؟ 

    لا أعرف ما الذي يحدث لنا كعرب، فتشغلنا أمور ثانوية ونتعصب لها عن تلك الأساسية في حياتنا، نتظاهر كأننا مدريديستا أكثر من أهل العاصمة مدريد، ونتظاهر بأننا برشلونيستا أكثر من أهل إقليم كتلونيا، ولكن يبدو أن هذا ليس بغريب، فدائمًا نحن بمقدمة المدفع، ندافع عن القضايا التي ليس لنا فيها خير.

    المرجو من شباب العرب أوطاني، الوعي، والنضوج إزاء أساسيات الحياة، ومعرفة الفروقات والأولويات التي تحدّ بينهم، فإضاعة الوقت في سجالات ليست لها بداية ولا نهاية (كالتي تدور بين المدريديستا والبرشلونيستا) ليس أفضل من استثمار ذلك الوقت في خدمة وتطوير الذات، وبطريقة أبسط، لا نعطي الرياضة أكبر من حجمها، فما هي إلا وسيلة للترفيه.

    لندع التعصب جانبًا، ولنمتع أنفسنا وأرواحنا وعيوننا بعيدًا عن النظرة الدونية، ولنتعلم تقبل الآخر رغم اختلافه، فمن حكم لله خلقنا مختلفين لكي نكمل بعضنا البعض، وأخيرًا يجب أن نتخلص مما ورثناه من عصر الجاهلية بإقدامنا، فلا يوجد طريقة أفضل من ذلك لسحق سلوكيات أبي جهل وأتباعه!

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة