متى ستشرق الشمس من جديد على ديربي ميلانو ؟!

وسريعًا انتقلت إلى القسم الرياضي في إحدى الصحف المتواجدة بين يدي، لإن الصفحات الأولى مخصصة للسياسة ودهالزيها، وتفاجأت بالحالة المأساوية للصفحة الأولى الرياضية، فلم أجد أي خبر يتعلق بواحد من أعظم ديربيات العالم، وإنما خُصصت الصفحة الأولى لنتائج وأخبار يوم السبت الكروي، وبقية الصفحات تحتوي على بعض الأخبار التقليدية لوكالات الأنباء والمتعلقة بالديربي، فشحب وجهي وأصفر من شدة الذهول والإحباط.

إلا أنني لم أيأس، فجلبت صحيفة أخرى، وانتقلت أيضًا إلى القسم الرياضي، فلم يختلف الحال، وإذا بأخبار الوكالات تملئ القسم الرياضي بالكامل، فحدثتني نفسي “أنت سبق عليك الزمن” ولم يعد أحد يطلع على الصحف الورقية، فسايرتها، واتجهت إلى المواقع الإلكترونية الرياضية العصرية، ورغم أن الحال أفضل بعض الشيء من الصحف الورقية ولكن حتمًا لم يرتقي إلى المطلوب.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

  إن ديربي بحجم “ديربي الغضب” الذي يعتبر واحد من أكثر ديربيات كرة القدم مشاهدة في العالم، وأشهرها، فهو يمثل ديربي بين فريقين حصدوا 10 بطولات دوري أبطال أوروبا، و36 بطولة دوري محلي، يجب أن تكون التغطية أوسع من ذلك وتليق بهذه المواجهة التاريخية.

ورغم أن الحال أصبح ليس بالغريب، فيما يخص تراجع ديربي ميلانو والتغطية الصحفية والإعلامية التي تسبق المواجهة، ودليل ذلك، فبالآمس كنت متابعًا أيضًا لكبريات الصحف الأوروبية والعالمية، واكتشفت أن لا يوجد هناك أي صحيفة سوى الصحف الإيطالية خصصت صفحتها الأولى لديربي ميلانو، والأمر لم يقتصر على الصحافة المطبوعة، بل وصل الأمر إلى المواقع الإلكترونية لتلك الصحف أيضًا.

في حقيقة الأمر، إن تلك المعطيات أزعجتني كثيرًا، بسبب الحالة المزرية التي طرأت على واحد من أكبر ديربيات العالم، وهذا التراجع المخيف، لاحظته أيضًا على السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي)، فهناك تفاعل لا يذكر مع الديربي، مقارنة بالضجة الإعلامية التي ترافق كلاسيكو العالم بين قطبي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة على سبيل المثال.

وبطبيعة الحال، هناك عدة أسباب لتراجع شعبية ديربي الغضب، ولكن أبرزها الأزمة الإقتصادية التي تمر بها إيطاليا وباقي أعضاء الإتحاد الأوروبي، وهذا ما أثر على السيولة المالية لدى الأندية وقلص من التعاقدات الكبيرة التي تجلب اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام، غير أن لا مناص من تخبط سياسة  إدارات  بعض الأندية وعلى رأسهم الإنتر والأي سي في التعامل مع هذه الأزمة.

ومن الأسباب الأخرى، ونتيجة لذلك، انتقال بوصلة اهتمام وشغف الجمهور الرياضي، إلى دوريات مجاورة، وعلى رأسهم الإنكليزي، الإسباني، الفرنسي، بسبب الصعوبات التي يواجهها الكاليتشو في السنوات الأخيرة.

كلنا كمحبون لديربي الغضب، نتأمل بعودة الأيام الخوالي، أيام الصراع المثير والمنافسة القوية، أيام زانيتي، وشيفشينكو، ومالديني، وبيرلو، وكريسبو، ورونالدو، وكاكا، وسيدورف، وأبراهيموفيتش، وكاسانو… كلنا متشوقون لعودة تلك الأيام، التي كانت تخلو فيها الشوارع من البشر، مترقبين ومنتظرين لصافرة البداية، ويبقى السؤال مطروح، متى ستشرق الشمس من جديد على ديربي ميلانو؟!

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب