** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.
عُرِفَ رئيس نادي ريال مدريد حاليًّا البليونير فلورنتينو بيريز والملقب بالشامخ كما يفضل البعض تسميته، بإبرامه صفقات من العيار الثقيل، ابتداءً من لويس فيغو وانتهاءً بغاريث بيل، وهذا النهج اتبعه طوال فترة ترأسه للنادي الملكي والممتدة على فترتين، الأولى من 2000 – 2006، والثانية من 2009 – لغاية الآن.
سياسة بيريز، باتت سمة واضحة من أبرز سمات رجل الأعمال الإسباني، والتي تعتمد على استقطاب النجوم اللامعين في عالم الساحرة المستديرة، وليس هذا وحسب، بل ومن الشروط التي يجب أن تتوفر بذلك النجم الذي يلفت إنتباه بيريز، قيمته التسويقية والإعلامية، وذلك بهدف تحقيق الأرباح من خلال الإعلانات لتمويل تكاليف الصفقة بعد فترة وجيزة.
ونتيجةً لتلك السياسة، أُطلق على ريال مدريد فريق “الجلاكتيكوس” أي فريق النجوم، وأصبح الريال الوجهة الإعلامية الرياضية الأولى في العالم، وزادت قيمة وشعبية النادي، وزادت الأرباح أيضًا، وكما هناك إيجابيات لهذه السياسة، في المقابل هناك سلبيات ومنها عدم وجود أية فرصة ومكانة للاعبين الشباب في الفريق.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
الحقيقة التي لا يمكن نكرانها في السنوات القليلة الأخيرة أن بيريز وقع في ذلك الخطأ، خطأ التعاقد مع اللاعبين الشباب، وهذا الأمر أصبح واضحًا بشكل جليّ، ويبدو أن بيريز غيّر أو لنقل قلل من توهج سياسته في التعاقد مع اللاعبين، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة للكثيرين، فالإعلام وحتى المشجعين لا يهضمون التعاقدات مع لاعبين شباب بعد أن اعتادوا على “التعاقدات القياسية”.
وهناك الكثير من البراهين التي تؤكد أن بيريز أتخذ منحى آخر في سياسة التعاقدات، تعتمد على جلب لاعبين شباب وواعدين، ومن تلك البراهين في السنوات الأخيرة، بروز الكثير من لاعبي ريال مدريد ب “الكاستيا” مثل ناتشو وكارفاخال وخيسي ولورنتي وكاسميرو وتشيرشيف ومن خارج الكاستيا، التعاقد مع إيارامندي ولوكاس سيلفا وأوديغارد وآسينسيو.
وبعيدًا عن عدم هضم الإعلام والمشجعين للتعاقدات مع لاعبين شباب، فهناك شبح الفشل الحتمي الذي يواجه غالبية تلك التعاقدات، وهناك عدة أسباب منها، أولاً عدم صبر الإعلام والمشجعين على هؤلاء اللاعبين فالريال لم يُعرف أبدًا بصناعة النجوم التي تتطلب الكثير من الوقت وهذا غير مناسب لنادي يدخل في كل موسم منافسًا شرسًا على كل المنافسات الممكنة، وثانيًّا الصعوبة الكبيرة التي يواجهها هؤلاء الشباب في الحصول على فرصة اللعب ومنافسة نجوم يعتبرون من بين الأفضل في العالم.
إن سياسة بيريز الجديدة (التعاقد مع لاعبين شباب)، في غالب نتائجها سلبية ولا تدر على الريال بأية فائدة تذكر، ولنا أقرب مثال، باللاعب الشاب آسير إيارامندي الذي تعاقد الريال معه في عام 2013 قادمًا من نادي ريال سوسيداد وبصفقة بلغت ما يقارب ال 32 مليون يورو، ولكن بعد موسمين قضاهم على دكة الإحتياط نتيجة الأسباب التي ذكرناها بيع قبل أيام إلى نفس النادي الذي جاء منه بمبلغ 17 مليون يورو فقط، فماذا جنى الريال سوى الخسارة المالية والسمعة السيئة التي استغلتها وسائل الإعلام خيرُ استغلال.
الرسالة السرية التي أود إيصالها إلى فلورنتينو بيريز، هي الابتعاد عن هذه الصفقات المشبوهة، التي باتت تلطخ سمعته كواحد من أفضل الرؤساء الذين مروا على النادي الملكي، والإبقاء على سياسة الجلاكتيكوس رغم ما تحمله من مخاطر جمة، ولكن لا يمكن الحديث عن المخاطرة مقارنة بالسياسة الجديدة، فالفرق واضح وضوح الشمس.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا
أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
