جوارديولا مع البايرن ظالم أم مظلوم ؟

15:57 09/07/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 محمد الهروط

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    تمكًن البايرن من حصد لقب الدوري الألماني و الوصول لنصف نهائي دوري الأبطال ، والخروج من نصف نهائي الكأس عقب مباراة كبيرة ضد دورتموند مع جدل تحكيمي ، ومع لعنة الإصابات و غياب أهم ركائز الفريق ، وانقسمت الآراء بين مؤيد لبيب و معارض له ، فهل كان جوارديولا ظالم أم مظلوم ؟

    الإستراتيجية.

    يقول المعلم وأسطورة التدريب اريجو ساكي متحدثا عن بيب جوارديولا " أنه أفضل مدرب في العالم ومن أعظم المدربين في التاريخ ، جوارديولا أضاف لكرة القدم أكثر مما أضاف للبايرن والبرسا ، ببساطة هو أعاد اختراع كرة القدم " ، حيث يؤكد صانع أمجاد الميلان على قيمة بيب الكروية ، بيب مدرب رومانسيٌ حالمٌ ، يعامل كرة القدم بشكل مختلف عن الجميع ، بيب مدرب يفضل الأداء ويعتبر أنه هو الأهم ومع الأداء تأتي النتائج حيث يقول في تصريح جميل :" المدرب الجيد هو من يقدم كرة القدم لأجل الجماهير ، بالنسبة لي الألقاب ستسجل في صحف التاريخ ، أما الأداء سيبقى داخل عقول وقلوب الناس التي أحبت كرة القدم ، و إذا كان الأداء رائعاً فإن النتائج تأتي حتما " .

    يتحدث الونسو قائلا " تدربت بين أيدي مدربين عملاقة ، رافا بينيتيز ، مورينيو ، ديل بوسكي ، انشلوتي ، ولكن لم أجد أفضل من جوارديولا ، هو يقول لك نحن هنا وسوف نصل إلى هناك ، هذه الأدوات التي يجب أن نصل من خلالها " ، ومع عديد التصريحات التي تمدح بيب ، فان قيمته تكمن في ابتكار طرق وأساليب وحلول جديدة دائما ، بيب لا يتوقف عن التفكير ، يريد دائما كرة قدم متكاملة .

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    بيب متعصب لكرة القدم الهجومية ، يعشق هولندا السبعينيات و اياكس لويس فان خال ، إضافة إلى اعترافه بأن برشلونة كرويف و اياكس فان خال و ميلان ساكي هم أنموذج لكرة القدم وهو يسعى لأن يكون مثلهم دائما ، مع أن الكثيرين يؤمنون بأن فترته مع برشلونة تخطت كل فرق التاريخ وكانت الأكثر كمالا ، وتبقى هنالك بعض المشاكل الدفاعية التي يعاني منها بيب والتي كانت سبب في هزائمه ، لكن الفيلسوف يؤكد على قيمة الكرة الهجومية حيث يقول " في كثير من الأحيان لا يوجد مدرب ذكي و آخر اقل ذكاءً ، يوجد مدرب شجاع وآخر جبان "" .

    يقول جوارديولا " لا تصدقهم يا مارتي ، التيكي تاكا ، أنا اكره هذه الكلمة ، إنها كلمة إعلامية بحتة ، هي شماعة يريدون بناء آرائهم عليها ، الأمر يتعلق بالمساحات وكيفية استغلالها وخلقها، نحن نمرر 700 تمريرة في المباراة ولكن لكل تمريرة هدف " ، ويذكر أن بيب لم يذكر هذه الكلمة طوال تاريخيه سواء في مؤتمر صحفي او أثناء مخاطبة لاعبيه ، كما أن جوارديولا متيم بالاستحواذ حيث يعتبر أن الاستحواذ يجعلك أنت من تتحكم في الفريق الآخر وفي المباراة ، واستطاع بيب أن يؤثر بفكره على الألمان ، و يعترف يواكيم لوف مدرب أبطال العالم بأن بيب جوارديولا له فضل كبير في تتويج ألمانيا باللقب .

    الناحية التكتيكية والصفقات

    قَدِم بيب إلى ألمانيا محملا بأحلام كبيرة ، كان يريد أن يضع فلسفته الخاصة في ارض الألمان ، ولكنه تفاجأ بعدم انسجام اللاعبين في أولى الفترات ، كلام يؤكده يوب هاينكس " بيب يملك أفكار أكبر من أفكاري ، بالتأكيد هو مدرب عظيم وأفضل مدرب في العالم ، و لكن اعتقد أن أفكار اللاعبين لا زالت لا ترقى للاندماج مع فلسفته " ، ولكن كعادة الفيلسوف هو رجل يعشق التحديات ، فقدّم موسم ناجح أول مع البايرن بعدما جلب الثنائية مع خروج مرير ضد ريال مدريد ، ليعاني جوارديولا من 3 مشاكل ، الأولى الهجمات المرتدة ، و الثانية صعوبة الخروج بالكرة من الخلف إلى الأمام ، و الثالثة عدم القدرة على اختراق التكتلات الدفاعية .

    فقام بجلب صفقات ليحل مشاكله ، ولعب بطريقة 3-3-3-1 المميزة المشتقة من 3-4-3 ، هذه الطريقة نجحت بشكل ملفت مع جوارديولا هذا الموسم ، الفريق أصبح يستحوذ على الكرة بشكل اكبر ، المرتدات لم تعد خطيرة بل أصبحت معدومة ، البايرن أصبح مدهش ويملك مرونة غير طبيعية ، 3-3-3-1 في الحالة الهجومية تتحول إلى 2-5-3 ، وفي الحالة الدفاعية 5-4-1 عن طريق تراجع لام و الابا ، وبالتالي فان الهجمات المرتدة تعتمد على المساحات في الثلث الأخير ، ولكن بيب ضيقها عن طريق تواجد 6 لاعبين في الثلث الأخير من الملعب ، صفقة بن عطية كانت حلم لبيب ، بن عطية يستطيع أن يلعب كقلب دفاع ثالث ويتحول إلى مدافع قشاش يغطي خلف المدافعين ، الابا مدافع ثالث تارة وتارة أخرى وسط ميدان كذلك بيرنات ، وهذا المركز الجديد الذي ابتكره بيب ما يسمى بالظهير الوهمي ، الهدف منه كان خلق الكثافة العددية في كل جزء من الملعب ، من اجل السيطرة وخلق الفرص .

    مشكلة إخراج الكرة من الخلف إلى الأمام حلها بيب أيضا بطريقة ذكية ، جلب الونسو الذي يعتبر المغناطيس الذي يتجمع حوله الضغط ، الونسو يتوسط قلبي الدفاع فيوسع الملعب ويسحب معه لاعب ، لام والابا يتمركزون أسفل الأطراف ، لذلك يتم فتح زوايا التمرير ، فيصبح للمدافع الذي يريد إخراج الكرة فرصتين للتمرير ، عمل مميز دفاعيا حيث أنهى بيب النصف الأول ب 7 أهداف في مرمى البايرن فقط .

    قدّم جوارديولا موسما مميزا هجوميا ، في البدايات كان كل شيء يتجه إلى أن بيب نجح ولكنه كان يتفقد إلى تياجو الكنتارا بشدة ، خلق الفرص أصبح شبه معدوم في ظل عدم وجود صانع العاب ، لذلك قرر جوارديولا أن يلعب على أنصاف المساحات Half space، وعلى اختراقات روبن وربيري والقطع من الأطراف إلى العمق ، نجح بيب ولكن كان يتوجب عليه إضافة شيء جديد فاعتمد على الكرات العرضية التي كانت تشكل خطر كبير على الخصم ، اللعب على أنصاف المساحات ومن ثم إعطاء كامل الحرية لمن يريد لعب الكرة العرضية ، اللاعبون داخل المنطقة يسحبون معهم المدافعين ليفرغوا المساحات للقادمين من الخلف ، لم يتوقف بيب عند هذا الحد بل استمر في إيجاد الحلول ، بيب يتعرض لضغط كبير من قبل الخصم ، فقرر أن يجمع اكبر عدد من اللاعبين في منطقة ما ومن ثم يحولها إلى الاتجاه الأخر بسرعة فيما يعرف تكتيكيا ب flood the Midfield + 3RD MAN .

    مشكلة الإصابات

    منذ إستلامه للبافاري لم يكتمل الفريق مع بيب ولو ليوم واحد ، الإصابات هذه السنة لا تصدق ، المشكلة ليست في قيمة اللاعبين الذين أصيبوا فالقيمة يمكن تعويضها ، الطامة الكبرى أنها أصابت ركائز تكتيك بيب ، إصابة بن عطية و الابا ضربت كل مخططات جوارديولا ، أصبح لا يوجد ظهير وهمي يخلق الكثافة العددية ، لم يعد هنالك مدافع قشاش يغطي المساحات خلف اللاعبين ، إصابة روبن وربيري كانت تلك القشة التي قسمت ظهير البعير ، تخيلوا لا يوجد اختراقات ولا صانع العاب ، الفريق أصبح ضعيف هجوميا ، لام لاعب الريشة المائل لليمين مصاب ، لم يعد هناك لاعب قادر على التسليم والاستلام و التمركز في المناطق الصحيحة ، ببساطة الخط الثاني الذي كان يعتمد عليه جوارديولا في ضبط التحركات و الانتشار في الملعب وهو لام والابا و الونسو أصيب عدا الونسو .

    بيب مدرب عنيد ، أراد أن يعتمد على لاعبين ثانويين فخذلوه ، جوتزة المتهالك ، دانتي الكارثة ، بادشتوبر متقلب المستوى ، شفايني الذي انخفض مستواه ، فعاد بيب للواقعية وحاول المزج و اللعب بأكثر من طريقة من 3-5-2 مرورا ب 4-1-4-1 و 4-3-3 ، نهاية في 4-4-2 الذي قدم من خلالها بيب 3 مباريات كبيرة على المستوى التكتيكي أمام كل من بورتو وبرشلونة ، ولكن المشاكل استمرت بالدفاع بسبب ضعف المهارات الفردية للمدافعين .

    ومع عودة بعض المصابين فإنهم يحتاجون إلى فترة حتى يستعيدوا مستواهم ، تحركاتهم لم تعد مميزة كما كانت ، أصبح هنالك ثقل ، لذلك خرج بيب من دوري الأبطال عن طريق أخطاء لاعبيه وضعف المنظومة الدفاعية ..

    الأنتقادات الوهمية

    الانتقادات التي انصبت على بيب جوارديولا غير منطقية تماما ، الفريق كان يسير بشكل مذهل ولكن الإصابات كانت منعرج الطريق، هم يريدون الثلاثية التي حصلت 6 أو 7 مرات في تاريخ كرة القدم كل موسم ، هذا أمر غير منطقي ، مع قوة الخصوم مستحيل أن تحققها كل موسم ، وبالنظر إلى الإحصائيات فإن بيب تفوق على هانيكس في عدد الألقاب مع البايرن ، حيث حقق 5 القاب مع البايرن في موسمين وهو جميع ما حققه هاينكس في تاريخه مع البايرن ، إضافة إلى أن عدد هزائمه اقل ، حتى أن الألمان يناصروه سواء إدارة أو جماهير ، كل العالم يثني عليه ويمدحه ، لا احد ينكر قيمة بيب كمدرب.

    في كرة القدم توجد نظرية " الفوز للاعبين و الخسارة بسبب المدرب " هذا أمر خاطئ ، بيب لم يخسر مباريات تكتيكية هذا الموسم رغم خسارة البايرن إلا أمام هينكينج و لويس فافر ، والخسارة بالنتيجة لا تعني الخسارة التكتيكية أبدا ..

    الانتقادات وهمية لماذا ؟ ألا يحق لك كمشجع أن تنتقد من تشاء ؟ نعم يا عزيزي ولكن ليس بهذا الشكل ، المشكلة لم تعد أخطاء جواريدولا ، أصبح الانتقاد من اجل الانتقاد فقط ، كل شيء سيء أصبح سببه جوارديولا ، حتى إقالة طبيب قال أن ربيري سيكون جاهز في 3 أيام ولكنه كان مصابا بكسر حتى نهاية الموسم ، أخشى أن يُنتقد لأنه لبس قميص ابيض ، أو شرب ماء ، أو لأنه نظر إلى ساعته .

    باختصار المدرب لا يستحق كل هذا النقد ، الكل يؤمن به من إدارة و خبراء ، قدم موسم مذهل خذلته فيه الإصابات ، نافس حتى آخر رمق ولم يستسلم ، خرج بلقب وحيد بسبب الإصابات التي لا يتحملها أي مدرب في العالم ، إضافة إلى أخطاء لاعبيه الساذجة مع اقترافه بعض الأخطاء .

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة