إنجلترا .. بين صورة البطل وحقيقة الفشل!

18:08 24/06/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 اسلام المجالي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    تنشغل منتخبات كرة القدم في القارة الأوروبية هذه الأيام بالتصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا القادمة في فرنسا 2016. وعندما نذكر القارة الأوروبية, يتبادر الى الأذهان كبار هذه المنتخبات التي سطرت تاريخها بأحرف من ذهب سواء على على مستوى البطولة الأوروبية أو كأس العالم.

    ألمانيا, إيطاليا ,فرنسا ,هولندا وإسبانيا كلها منتخبات تعد واجهة المجد في هذه القارة, لكن هنالك منتخباً حير كل المتابعين لكرة القدم حول العالم, وأثار التساؤلات حول أسرار فشله الدائم رغم قوة إمكانياته وتاريخه في هذه اللعبة.

     إنجلترا, مهد اللعبة وتاريخها والفريق الذي إذا غابت جماهيره عن أي بطولة, غابت المتعة. ولكن, لم يسبق للمنتخب الإنجليزي الفوز بلقب هذه البطولة, ولم يتوج بلقب كأس العالم إلا مرة واحدة فقط, وهو ما يثير الاستغراب والتساؤل!

    أسباب كثيرة طرحت على طاولة الحوار لدراسة ماهية هذه العقدة التي لاحقت الانجليز في شتى البطولات والمنافسات..أهي فعلاً عقدة, أم أنها مشاكل طبيعية واضحة للجميع, إلا الإنجليز؟

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    قد يظن المتتبع للكرة الأوروبية للوهلة الأولى أن المنافسة وقوة الإعلام وشخصية الإنجليز تشكل جسراً ايجابياً يدفع الإنجليز للنجاح, ولكن الأسباب ذاتها  قادت الإنجليز الى نفق البطولات المظلم والتحول من صورة البطل الى كابوس الفشل.

    المنافسة والبطولات

    منطقياً تكون المنافسة سبباً ايجابياً في رفع مستوى اللاعبين فردياً, ولكن كرة إنجلترا لا تعترف بالمنطق, فالمنافسة الشديدة, وزيادة عدد البطولات عند الإنجليز, تؤدي إلى ارتفاع الضغط وإرهاق اللاعبين على المستويين البدني والفكري.

    عدد البطولات المحلية الإنجليزية تفوق عدد البطولات في أي دولة أخرى, وهذا ما يقود الإتحاد الإنجليزي الى إلغاء التوقفات والاستراحات التي عادة ما تكون موجودة في الدول الأخرى, مثل استراحة أعياد الميلاد, وبالتالي استمرار المنافسة وارتفاع الضغط وتحميل اللاعبين حملاً أكبر من طاقاتهم.

    الاتحاد الإنجليزي بدأ مؤخراً التفكير بجدية بإلغاء بطولة الدرع الخيرية الإنجليزية التي تشكل ضغطاً كبيراً على الأندية الإنجليزية, وتؤدي أحياناً إلى كثرة الإصابات على المستوى الفردي, وبالتالي الغياب عن المحافل الدولية للمنتخب الوطني.

    الإعلام

    يتسم الإعلام الإنجليزي بقوة التأثير على الصعيدين المحلي والدولي, وغالباً ما يكون الإعلام سبباً رئيساً في تشكيل الضغط على اللاعبين, ورفع حدة التوتر بين أعضاء المنتخب ووسائل الإعلام المختلفة. فما أن يتعرض المنتخب الإنجليزي في أي بطولة الى هزة صغيرة, حتى يبدأ الإعلام المحلي بسكب الزيت على النار وإحباط اللاعبين.

    مقارنة بوسائل الإعلام في الدول الأخرى, يعد الإعلام الإنجليزي العدو الأول للمنتخب الوطني, والحاجز الأكبر بين المنتخب وتأييد المشجعين, ويشتهر الإعلام الإنجليزي بالتخصص في اطلاق الشائعات, وفضح المستور داخل أسوار معسكر المنتخب الوطني.

     فضلاً عن ذلك, يبدأ الإعلام الانجليزي حربه مع أي مدير فني يأتي لتدريب المنتخب منذ اللحظة الأولى لوصوله, وهذا ما بدا جلياً مع اريكسون و كابيلو و غيرهم من المدربين الذين تتابعوا على تدريب المنتخب الانجليزي, وبالتالي وضع المدربين تحت ضغط نفسي كبير يقود إلى جو مشحون وتوتر دائم.

    شخصية الإنجليز

    حب الانتماء إلى الجماعة يتحول في إنجلترا الى كره كل من لا ينتمي الى الجماعة. فمن الملاحظ في الدوري الانجليزي تعصب كل لاعب  لفريقه بشكل يقوده الى كره اللاعبين الآخرين, والتعصب لفريقه بشكل ينسيه حب المنتخب الوطني.

    فحب الأرسنال وتشيلسي وعشق اليونايتد وليفربول يقود اللاعبين إلى تكوين التكتلات والأحزاب داخل معسكرات المنتخب وبالتالي ضياع روح الانتماء والبحث عن الانجاز. وهذا ما أثبتته بطولة كأس العالم الأخيرة عندما التقطت الكاميرات لاعبي المنتخب الإنجليزي يشكلون حلقات متباعدة أثناء التدريب كل مع زملائه في النادي.

    الفكر الإنجليزي و شخصية اللاعب فضلاً عن سياسية التعصب والتحزب لطالما شكلت وستشكل العائق الذي يصعب تجاوزه بسهولة كما الحواجز السابقة.

    ألمانيا واسبانيا

    لعل المتتبع لكرة القدم الأوروبية والعالمية في سنواتها الأخيرة يلاحظ التقدم الكبير الذي أحرزته الكرتان الألمانية والإسبانية على المستوى المحلي والدولي, ولم يكن هذا التطور محض صدفة, بل رافقه تخطيط مدروس وتنسيق فعال.

    أسباب كثيرة ساعدت الألمان والأسبان على حصد البطولات, ولكن من أهم هذه الأسباب هو التفاهم والتناسق, وعادةً ما يأتي التفاهم والتناسق من خلال مجاورة الخط الزمني مع المخالطة, فكلما زادت الفترة الزمنية التي يلعب بها اللاعبون بجانب بعضهم في الفريق نفسه, زادت نسبة التفاهم والتناسق في الأداء.

    ألمانيا ومن قبلها إسبانيا قامتا بالتخطيط لتجميع أكبر عدد من ممثلي المنتخب الوطني في فريق واحد, وهنا نتكلم عن بايرن ميونيخ وبرشلونة, فلوحظ أن تشكيلة الفريقين الألماني والإسباني التي تمكنت من حصد البطولات, ضمت أكثر من سبعة لاعبين من فريقي البايرن وبرشلونة, وهذا ما تفتقده إنجلترا بشدة!

    نعم هذا ما يفتقده الإنجليز, ففي إنجلترا يتوزع اللاعبون على فرق متعددة أهمها مانشستر يونايتد, أرسنال, تشيلسي وليفربول حيث يضم كل ناد لاعبين أو ثلاثة فقط في صفوف المنتخب الوطني فلا يجتمع اللاعبون معاً إلا في البطولات, وبالتالي تكون فترة الإعداد قصيرة جداً مقارنةً بإسبانيا أو ألمانيا التي يلعب فيها لاعبو البرسا والبايرن سوياً طوال الموسم, فتعاني إنجلترا دائماً من غياب التفاهم بين لاعبي المنتخب على المستوى الميداني و الفكري.

    أسبابٌ عديدة حرمت الإنجليز بهجة التتويج, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه, هل فعلاً لا يستطيع الإنجليز رؤية ما يراه العالم كله, أم أنه العند الإنجليزي؟!

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة