دور الضحية ليس هو الحل يا برشلونة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نيمار مهاجم برشلونة الإسباني

    تحول بيكيه مؤخراً لبطل قومي في كاتلونيا بعد تصريحاته المستمرة التي يهاجم فيها الغريم التقليدي ريال مدريد، فاضحاً ما يقول أنه خفايا مؤامراتهم السرية ضد الفريق البرشلوني، ويأتي هذا بعد الحرب الضارية التي شنها المدافع الأسباني ضد التحكيم المحلي ثائراً أمام أي هفوة تحكيمية أو تخاذل مؤثراً كان أم غير مؤثر في نتائج فريقه.

    وتأتي شجاعة بيكيه وصراحته مدعومة بقوة سواء من إدارة الفريق أو جماهيره أو مدينته، مروجين فكرة أن هذا الفتى “صريح” فلايمكنهم التحكم بصراحته هذه أو الحد منها وإلا سيحجمون من حريته في التعبير عن رأيه، مدافعين عن حقه هذا وداعمين له بالقول أنه لايصرح سوى بالحقائق.

    جيرارد بيكيه لاعب فريق برشلونة الإسباني

    جيرارد بيكيه لاعب فريق برشلونة الإسباني

    في المقابل نرى ريال مدريد بإدارته ولاعبيه وحتى إعلامه يتعاملون بمنتهى الإحترافية مع المنافس البرشلوني، تاركين ساحة الحرب الكلامية لتكون من طرف واحد، ورافضين أن يتم استدراجهم لهذا النوع من التوتر في أي فترة من الموسم سواء في بدايته أو في ذروته الحالية.

    هذه الحكمة المدريدية كانت دائماً علامة مميزة لهوية فريق العاصمة، ولعلها كانت السبب الرئيسي في استمرارية نجاحه وتربعه على القمة منذ الخمسينات وحتى الآن، و بإستثناء فترة تولي مورينيو لزمام الأمور فإن بيئة المصالحة مع العالم الخارجي والتعامل بإحترافية بعيداً عن نظريات المؤامرة كانت هي البيئة الأمثل التي نجح خلالها النادي الأبيض بتحقيق البطولات، ولعل فترة مورينيو الشائكة لم يكتب لها الإستمرارية لأنها وضعت الفريق في بيئة غير معتاد عليها، فلم يحتمل معها الفريق أكثر من ثلاثة مواسم بالرغم من النجاحات التي حققها المدرب البرتغالي.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    في المقابل فإن النجاح البرشلوني قائم على فكرة الفريق الثوري المؤمن بالقضية الكتلونية ضد الهيمنة الاسبانية المتمثلة بفريق العاصمة المدريدي، وتبدو نظرية أن الفريق ضحية للمؤامرات والظلم مقابل تمتع غريمه بالمحاباة من الحكومة ذات جاذبية ثورية لايمكن مقاومة اغرائها، بل مغروسة في كيان أبناء كتلونيا بشكل لاشعوري مما يجعل رؤيتهم لأي خطأ تحكيمي أنه مقصود لتحجيم نجاحهم، وبغض النظر عن صحة نظريات المؤامرة هذه عن عدمها، فإن الفكرة أن هذه الأجواء تجعل العمل أكثر صعوبة في هذه البيئة المتوترة، ولذلك نرى الفريق يعود بسهولة لطريق التخبطات التي لا ينقذه منها سوى جودة فريقه وذهنية لاعبيه.

    وقد يقول البعض أن للغريم المدريدي يد في الأجواء السلبية هذه سواء بالمحاكم على نجومه أو التحكيم أو القضايا أو الاشاعات، متناسيين أن كل هذه الأخطاء جائت نتيجة لقرارات سيئة من إدارة الفريق ومسيري أعمال النجوم، سواء بقضية نيمار أو التعاقدات المشبوهه أو غير المجدية في بعض الأحيان، أو التهرب الضريبي، أو حتى زيادة التوتر وشحن الأمور مع لجنة التحكيم بالرغم من كون برشلونة –رفقة ريال مدريد- الأكثر استفادة من القرارات التحكيمية في أسبانيا!

    pique real madrid

    أما عن سياسة ريال مدريد التي تنتهج الديبلوماسية وعدم انتقاد التحكيم والمجاملات المقبولة مع أصحاب القرار ورؤساء الإتحادات والقضاة، فهذا يندرج تحت بند العلاقات العامة الناجحة التي تسلكها كل الأندية الكبرى في العالم وبرشلونة نفسه يدرك أهميتها وكانت أساس نهضته الإقتصادية والرياضية الحالية قبل أن يقرر هذا العام التوجه لسلوك  الضحية.

    يبدو أن سلوك الضحية هذا جاء نتيجة تراجع في مستوى الفريق عن ما اعتاده في السابق، مما دفع نجوم الفريق وإدارته لأن يتجهوا لأسلوب تحويل الأنظار عنهم بتوجيه الإتهامات للغريم ومحاولة نقل هذه الأجواء السلبية لمعقله، وقد تنجح هذه السياسة بشكل مؤقت من أجل إنقاذ موسم برشلونة بالرغم من كل التخبطات التي عانى منها فينهي الموسم بثلاثية جديدة أو على الأقل بلقب أو اثنين كبيرين، لكنه بالتأكيد لن يضمن استمراية الفريق على قمة سلم النجاح، بل ستكون العواقب وخيمة بعد أن يخسر علاقاته وتتحول شكاويه وكوابيسه لحقيقة إذا استمر بإستعداء الجميع في محاولاته لإرتداء ثوب الضحية.

    على إدارة برشلونة أن تدرك أن أجواء الحروب هذه لن تساعد الفريق إذا رغب في الإستمرار بالتواجد على القمة بعد انتهاء فترة هذا الجيل المميز من اللاعبين، بل قد تعقد الأمور عليه سواء بعدم ضمان حصوله على لاعبين ذوي ذهنية عالية قادرة على الصمود في أجواء التوتر، أو في حال قرر الغريم أن يدخل بثقله في أجواء الحرب سواء إعلامياً أو نقلها لساحات المحاكم، أو حتى بخسارته لعلاقاته العامة مع أصحاب القرار ورؤساء الإتحادات، فإرتداء ثوب الضحية يلزم وجود جاني ولن يصمت الجميع أمام محاولة برشلونة تلميع صورته على حسابهم.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة