قطار برشلونة يواصل المسير بعد العبور من محطة اتليتكو مدريد

22:50 30/01/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    حقق برشلونة فوزا غاليا وثمينا على ضيفه اتليتكو مدريد ليوسع الفارق إلى 3 نقاط بينه وبين خصمه المباشر اتليتكو مدريد، مع بقاء مباراة مؤجلة وهو ما قد يجعل الفارق يزيد إلى 6 نقاط، مما يجعلنا أمام سؤال صريح، هل حسمت الليغا لبرشلونة؟، بينما أبناء العاصمة لم ينتصروا للقاء الرابع تواليا، مما يجعل الشكوك تنتشر حول فقدان بوصلة فريق سيميوني بعد مباراة شهدت طردين وأحداث غير عادية.. والان نأتي لتحليل اللقاء.

    ( برشلونة ما بين مشكلة البدايات والعودة القوية)

    كما حصل في مباراة ملقا ومباراة بلباو، برشلونة يعاني في أول 25 دقيقة تقريبا بشكل غير معقول، الأندية أصبحت تتجرأ وتهاجم برشلونة منذ البداية وتخنق الفريق الكتالوني في نصف ملعبه، من أجل تسجيل هدف مبكر ثم الحفاظ عليه من خلال التكتل الدفاعي للخروج بنتيجة ايجابية ضد برشلونة، ما يجعل برشلونة غير قادر على مواجهة الضغط عدم قدرته على بناء الهجمات واخراج الكرة من الخلف للأمام بشكل صحيح، سيميوني يعد من أبرز المدربين المتيمين بالضغط ان لم يكن أبرزهم، فعمل على الضغط على برشلونة في اول 30 متر من الملعب، في هذه اللحظات كان لزاما على الفيش والبا ان يتقدما أكثر وأكثر من أجل سحب لاعبين من الاتليتكو وهما كاراسكو وكوكي غالبا حتى يقل الضغط وتصبح الزيادة العددية لبرشلونة عبر بيكيه وماسكيرانو وبوسكيتس وبرافو ضد جريزمان و جابي، لكن هذا لم يتم، بل كان الفيش و والبا يتمركزون في مواقع قريبة من بيكيه وماسكيرانو، فيتم تضييق المساحات أكثر، ويسمح لاتليتكو مدريد بالضغط بلاعبين أكثر، فيرتبك عناصر برشلونة ويرتكبون الأخطاء في مناطق لا يمكن فيها ارتكاب الأخطاء أبدا، هذا أيضا ما فعله سيميوني في لقاء 3-1 الموسم الماضي، لكن انريكي كان يعطي التعليمات لبرافو في لعب كرات طولية للأمام لكسر حاجز الضغط، وهو أيضا حل لم نشاهده اليوم.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    بعد مرور الدقائق وتلاشي ضغط اتليتكو مدريد هنا أنتبه لويس انريكي إلى أمر ملفت، وهو عيب وسلبية في طريقة 4-4-2 الذي كان ينتهجها اتليتكو مدريد بعد التحول لها من طريقة 4-3-3، في 4-4-2 هناك تقليل للمساحات، وهناك ضغط، لكن لا يمكن أن يتم بدون خط دفاع متقدم ولو قليلا، سيميوني لم يفضل الضغط بشكل كامل ودائم في الشوط الأول، فأصبح يتراجع بعد الهدف لتقليل الفراغات والمساحات في وسط الملعب وإيقاف مفاتيح اللعب، هنا أصبح دفاع برشلونة في وضعية مريحة لارسال كرات طولية خلف المدافعين، وهو ما فعله داني الفيش في الهدف الثاني عندما مرر كرة للويس سواريز في لعبة مشابهة لهدف الاوروغوياني في شباك ريال مدريد.

    نيمار يقدم عروض كبيرة جدا ومستويات عالية، جعلت الكثير من الجماهير تصنفه على أنه اللاعب الأفضل في العالم حاليا – وهو رأيي أيضا- لكن هناك فارق دائم بين اللاعب الأفضل لفترة واللاعب الأفضل دائما، ميسي يظهر في وقت يكون فريقه تائه فيحسم مباراة وينهي كل المشاكل، حدث ذلك اليوم وأيضا في مباراة الذهاب، بينما نيمار بدا وكأنه يميل للإستعراض اكثر اليوم وأضاع أكثر من هجمة ومجهودات لزملائه كانت ستشكل خطر كبير على اتليتكو مدريد بدون شك.

    رغم الفوز إلا أن دفاع برشلونة لا زال نقطة ضعف للفريق الكتالوني، فاليوم بيكيه كان متألقا وأنقذ برشلونة في أكثر من كرة، حاله حال برافو أيضا، لكن البا الذي قدم مباراة كبيرة هجوميا و ساهم في زيادة نشاط الجهة اليسرى، وصنع هدف بطريقة ذكية بعدما تأنى وكان هادئا في ارسال التمريرة لميسي، الا أنه كان ليس على ما يرام دفاعيا، بالإضافة الى ماسكيرانو الذي كان سيء في تمركزه وعدم انضباطه اليوم، فرصة جريزمان في الدقيقة 55 عندما تركه وحيدا مع بيكيه وذهب ليواجه كوكي أكبر دليل على ذلك.

    ولا يمكننا أن ننسى ما قدمه الكرواتي المبدع ايفان راكيتيتش اليوم، حيث قام بأدوار كبيرة وكثيرة، ايفان كان يعود للمساندة الدفاعية ويغطي المساحات الشاغرة في الدفاع معطيا زيادة عددية لفريقه مما جعله يصد بعض أخطار اتليتكو مدريد، في الوسط دائما ما كان يتمركز راكيتيش في موقف قريب من الكرة يعطي لزميله خيار إضافي في التمرير ويقلل الضغوط عنه، وهجوميا كان هو اللاعب الإضافي ويسحب معه اللاعبون المساندون للدفاع من اجل توفير مساحات أكبر للثلاثي الهجومي، فقيمة راكي اليوم كانت في تحركاته وتموقعه.

    لويس انريكي رغم أنه قدم مباراة كبيرة إلا أنه أخطأ في العودة للدفاع وإعطاء الفريق شكلا دفاعيا في الشوط الثاني بعد التقدم، ففي أول ربع ساعة من الشوط الثاني كان اتليتكو مدريد قريبا من التعديل رغم أنه يلعب ب 10 لاعبين، فاعتماد لوتشو على الدفاع في هذا التوقيت منح اتليتكو مدريد ثقة وحماس ودافع أكبر للتعديل ولاحت لهم أكثر من فرصة للتعادل، الذي لو أتى كان برشلونة سيكون في موقف صعب.

    لم يستغل برشلونة الطردين بالشكل المناسب، حتى شعرنا وكأن اتليتكو مدريد لم يطرد منه لاعبين، الجهة اليسرى كانت هشة ومفتوحة وكان بإمكان برشلونة استغلالها، لكن سيميوني كان يعرف ان ميسي يدخل للعمق كثيرا والفيش أصبح ملتزم دفاعيا من أجل خلق التوازن لأن البا يتقدم في الجهة الأخرى، لهذا تركها مفتوحة بعد طرد جودين، في هذا الوقت كان برشلونة يحتاج للاعب يجري مع الخط باستمرار مثل روبيرتو، وفعلا انريكي أدخل صاحب الأداء المبهر والمفاجئ هذا الموسم لكن الوقت كان متأخرا.

    اتليتكو مدريد وكعادته يستخدم الركنيات كسلاح فعال في مواجهة خصومه خصوصا ضد فرق مثل برشلونة وريال مدريد، لكن برشلونة والطاقم الفني صحبة انريكي بددوا كل محاولات اتليتكو مدريد في الاستفادة من الكرات الثابتة والركنية، حيث كان الفريق يشكل دفاع منطقة ممزوجا بالرقابة الفردية في الكرات الثابتة، ويقف سواريز على القائم القريب ليشتت الكرات.

    بات واضحا أن برشلونة يعاني من مشاكل بدنية لم تمكنه من التحرك بالشكل المعتاد، حيث وقع تحت ضغط كبير في البداية، وعودته استنزفت مجهود بدني جعله يعاني في الشوط الثاني أيضا، وهذا شيء طبيعي نظرا لعدم راحة الفريق بعد لعبه في مختلف البطولات وعدم وجود عمق تشكيل في نصف الموسم الأول، وعدم القيام بالمداورة كما حصل في الموسم الماضي.

    برشلونة أصبح يتفوق على اتليتكو مدريد في الاستفزاز، وأصبحت نقطة قوة للبرسا على حساب كتيبة الشولو، بعدما كانت العكس، حيث أن نيمار يستفز خوان فران بمهاراته، لويس سواريز يستفز جودين بمكره، وهذا ما أسفر عن طردين لا علاقة لهم بتشكيل خطورة على مرمى اتليتكو وما إلى ذلك، بل تصرفات ساذجة جدا كانت منطلقة بسبب الاستفزاز الذي سببه لاعبي برشلونة للاعبي اتليتكو مدريد.

    يعاب على برشلونة أيضا أنه لم يفكر في قتل المباراة نتيجة، بل فكر في قتل المباراة من خلال الاستحواذ وتناقل الكرات وقتل اتليتكو مدريد اكلينيكيا، لكن هذا كان مخاطرة كبيرة بالاكتفاء بالتقدم بفارق هدف، فماذا لو استغل اتليتكو مدريد المرة الثابتة الأخيرة مثلا؟، لكن ما يمدح عليه برشلونة أيضا في نفس السياق هو استغلال الفرص بعدما كانت هذه مشكلة للفريق حيث أنه يصنع الكثير من الفرص ولكن لا يستغلها.

    ( اتليتكو مدريد.. مباراة كبيرة قدمت، ونقاط ضاعت بتفاصيل صغيرة)

    كما قلنا أن برشلونة يعاني من ضغط اتليتكو أيضا يجب مدح اتليتكو مدريد على الضغط الذي قاموا به، ومنعهم برشلونة من الانطلاق بالكرة من الخلف للأمام بشكل صحيح وسريع، فقد كان يميل كل من جريزمان وكاراسكو للإطراف ومن خلفهم الرباعي جابي وفيرنانديز و كوكي ونيغويز يقومون بإغلاق العمق تماما، فعجز برشلونة عن ايجاد منافذ للخروج بسبب عدم قدرتهم على تشكيل زيادة عددية، حتى سجلوا هدف وخفف سيميوني إيقاع الضغط من منتصف الملعب.

    عندما يعود اتليتكو مدريد من الضغط، كان يقلل المساحات ويغلقها بين لاعبي برشلونة، حتى لا يسمح لهم بتناقل التمريرات القصيرة بينهم والبدء في التخطيط لهجمة خطيرة، فسيميوني كان يمنعهم قبل أن يبدءوا، وأفقدهم لميزة اللعب بين الخطوط أيضا.

    دفاع اتليتكو مدريد لا يلعب بشكل متقدم كثيرا، وأيضا لا يلعب بدفاع متأخر وينتظر برشلونة حتى يصل إليه ثم يتكتل، بل يلعب بدفاع يتمركز على حافة منطقة الجزاء، يعمل كثافة كبيرة في العمق، ويترك مهمة إغلاق الأطراف على لاعبي الوسط والهجوم، لذا فإن فريق الأحمر والأبيض يملك دفاع ومنظومة دفاعية حديدية وقوية جدا، تساعد الفريق بالكامل على الضغط وإغلاق الفراغات وتقليل المساحات.

    وجود جريزمان وحيدا في الأمام وعدم لعبه كمهاجم ثاني متحرك خلف رأس حربة ثابت كما هو مركز ديبالا مع اليوفي قلل من خطورته بشكل كبير، لكن سيميوني لا يمكن أن يلام على هذا لسببين، أولا توريس مصاب وجاكسون مارتينيز يقدم مستوى سيء هذه الفترة وليس هناك حلول على مستوى رأس الحربة، وثانيا أنه لم يكن ليتمكن من الضغط بهذا الشكل الكبير لو تواجد مهاجم آخر على حساب أحد لاعبي الوسط أو الاجنحة.

    أيضا اتليتكو مدريد تراجع بدنيا وهذا حرر لاعبي برشلونة، اتليتكو مدريد قدم مجهود بدني كبير جدا في ظل النقص العددي، وانتحر بدنيا في أول 25 دقيقة من الشوط الأول وأول ربع ساعة من الشوط الثاني، لذا كان لا بد من ان يتعب اللاعبون ويقل عطاؤهم.

    اوغستو فيرنانديز الوافد الجديد أوقف تحركات انيستا في الدخول والقرب أكثر من المرمى ومساعدة الثلاثي الهجومي، وجعل خط وسط برشلونة يلعب بالعرض، ولم يسمح لانيستا بأن يلعب بصبغته المباشرة على المرمى.

    بعد خروج لويس بداعي الطرد بعد التدخل الخشن على ميسي، كان جودين و خيمينيز يغطون احيانا على الجبهة اليسرى، لكن مع طرد جودين أصبحت الجبهة اليسرى مفتوحة تماما، وحاول اتليتكو مدريد جر اللعب للجهة المقابلة.

    كاراسكو قدم أداء ممتاز وكان يزعج دفاع برشلونة سواء بالتحرك بدون كرة بشكل قطري، أو بمهاراته وسرعته والكرة في حوزته على الطرف الأيسر، لكن لم يكن هناك شيء مماثل على الجهة المقابلة، لأن كوكي كان يميل للوسط بشكل أكبر مع نيغويز، وأيضا لان كاراسكو لعب بشكل أقرب للمهاجم الثاني ولم يلق الدعم من جريزمان.

    سيميوني أدار المباراة بشكل جيد، لكن يعاب عليه أنه لم يجازف في اخر 10 دقائق تقريبا، فهو بقي يدافع للخروج بأقل الاضرار بعد الطردين، لكنه عندما كان يهاجم في بعض المحاولات كان يشكل خطورة، وهذه مباراة دوري، الخسارة ب 100 والخسارة بفارق هدف هي خسارة 3 نقاط في الآخر، لذا كان عليه المجازفة بشكل أكبر في أخر الدقائق.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة