“خرافات كروية” .. سلسلة مقالات ساخرة تتحدث عن المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها الكثيرون، تنتشر تلك الخرافات بسرعة كبيرة، تغزو العقول، حتى تتحول إلى حقائق! وقد يتحدث هذا المقال عن حقيقة يعتقد الكاتب أنها خرافة، وفي هذه الحالة يصبح المقال.. مجرد خرافة!
تحتاج الأندية الكبيرة الذي تريد المنافسة على البطولات إلى مهاجم “سوبر” يستطيع قيادة فريقه للفوز في المباريات الكبيرة، ويتمنى مدربو تلك الأندية مهاجماً بمواصفات خاصة، مقاتل لا يستسلم، يجيد التحرك والتمركز وتسجيل الأهداف عندما يحصل على الفرص، وعندما لا يحصل عليها! ولا يهدر الفرص السهلة بطريقة تثير الضحك.. والبكاء!
هل يمتلك كريم بنزيما هذه المواصفات؟! بالتأكيد لا، هل يلعب في فريق كبير؟ نعم، كيف؟ لا نعرف! لكن هناك من يرون أنه يستحق ذلك، ويشيدون بأدائه التكتيكي العبقري الذي لا يراه الجهلاء، ويتحدثون عن تحركاته الذكية التي تشتت شمل المدافعين وتفتح المساحات أمام زملائه، يرددون هذه الخرافات في كل مكان، حتى نكاد نصدقها.. ونكذب أعيننا!
بنزيما صانع المساحات، خرافة تزعج الكثيرين، هل يجيد المهاجم الفرنسي فتح المساحات لزملائه؟ نعم، لكن هذا شيء طبيعي، وليس موهبة نادرة! ولا يكفي لكي يصبح اللاعب مهاجماً في فريق بحجم ريال مدريد، صناعة المساحات شيء رائع، لكن الاكتفاء بذلك شيء سخيف!
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
يتحدثون عن صناعة المساحات وكأنها موهبة حصرية لمهاجم الريال، لا يمتلكها أحد غيره، بدونه ستختفي المساحات، وسيصبح الملعب ضيقاً! رغم أنها مهارة يمتلكها كثير من المهاجمين، لكننا لا نتحدث عن امتلاكهم لتلك المهارة لأنهم يقومون بشيء أكثر أهمية؛ يسجلون الأهداف! ماذا تعرف عن تسجيل الأهداف يا بنزيما؟!
يمتلك العديد من المهاجمين الكبار مهارة التحرك بدون كرة وخلخلة دفاعات المنافسين، لويس سواريز يزعج المدافعين بتحركاته التي تفسح المجال أمام زملائه ليصلوا إلى مرمى المنافس، فعل ذلك مع ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا في برشلونة، وكان يجيد القيام بهذا الدور مع دانييل ستوريدج في ليفربول، لكنه لا يكتفي بذلك، بل يسجل الكثير من الأهداف، ويركض ويجتهد ويقاتل ويضغط على المدافعين.. ويعضهم! والحديث هنا عن سواريز في المواسم الماضية!
عندما نشاهد مباريات مانشستر سيتي نستمتع بالثنائي الهجومي الرائع؛ سيرجيو أجويرو وجابرييل جيسوس، يجيد كلاهما التحرك بدون كرة وفتح المساحات للآخر، ويجيد كلاهما استغلال الفرص لتسجيل الأهداف، فلماذا يتحدثون عن مهارة فتح المساحات أمام الزملاء وكأنها بديل لمهارة تسجيل الأهداف؟!
يمتلك كثيرٌ من مهاجمي الفرق العادية والصغيرة هاتين المهارتين، إلى جانب العديد من المهارات الأخرى، لكن عشاق بنزيما يعتقدون أن فتح المساحات سبب كافٍ ليصبح الفرنسي مهاجم ريال مدريد الأول والأخير.. والوحيد!
في الموسم الماضي فاز النادي الملكي بالعديد من المباريات بالبدلاء، واستغل لاعبو الفريق المساحات الكثيرة التي أتيحت أمامهم في تلك المباريات، فمن أين جاءت تلك المساحات؟! هل صنعها بنزيما من خارج الملعب؟!
يقولون: “فاز الريال بالعديد من الألقاب مع كريم بنزيما”.. أولاً؛ هل ينكر أحد أن الفريق خسر العديد من الألقاب بسبب الفرص التي أهدرها بنزيما؟! ثانياً؛ فاز برشلونة بالعديد من الألقاب وعاش أفضل فتراته عندما كان فيكتور فالديز هو حارس مرمى الفريق! وفاز النادي بالألقاب مع لويس إنريكي! الخلاصة؛ عندما يفوز فريق بالبطولات فهذا لا يعني أن جميع لاعبيه يستحقون ارتداء قميصه!
يقولون أيضاً: “لكن بنزيما يجيد فتح المساحات أفضل من المهاجمين الآخرين”.. وهذا ليس صحيحاً، وحتى لو كان صحيحاً فإن مهاجم الريال لا يقوم بهذا الدور في جميع المباريات، لأنه يجتهد في مباراة، ثم يستريح في 10 مباريات! ولو كان يجيد فتح المساحات أفضل من الآخرين كما يزعمون فهذا لا يبرر إهدار الفرص السهلة بتلك الطريقة الكوميدية! لا يمكن استبدال تسجيل الأهداف بفتح المساحات، إذا كان هناك مدافع يجيد التمرير وبناء الهجمات، فلا يجب أن يتسبب في تسجيل الأهداف في مرمى فريقه، ثم يبررون ذلك قائلين: “لكنه يجيد التمرير وبناء الهجمات”!
يسخر محبو كريم بنزيما من منتقديه قائلين: “هل تفهمون كرة القدم أكثر من مورينيو وأنشيلوتي وبينيتيز وزيدان”؟! هذا السؤال السخيف خرافة أخرى تحتاج إلى مقال كامل!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
