“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
ينطلق مساء اليوم نهائي الدوري الأوروبي بين أياكس أمستردام ومانشستر يونايتد، ولا يريد جوزيه مورينيو أن يكون موسمه فاشلاً، لذلك سيحاول الفوز بهذه البطولة، رغم أن الفوز بها سيؤدي إلى إصابته بخيبة أمل كبيرة!
عندما عاد مورينيو إلى تشيلسي في عام 2013 بعد فوز رافا بينيتيز بلقب الدوري الأوروبي مع البلوز، قال البرتغالي: “لا أريد أن أفوز بالدوري الأوروبي، الفوز بتلك البطولة سيعتبر خيبة أمل كبيرة بالنسبة لي، لا أريد أن أشارك بها، ولا أريد أن يشعر اللاعبون أن الدوري الأوروبي هو اللقب الذي يجب أن ننافس عليه”! الآن هناك مباراة واحدة تفصل مورينيو عن خيبة الأمل!
في عام 2015 صرح المدرب الاستثنائي قائلاً: “الدوري الأوروبي يمثل مستوى مختلف من المنافسة بمشاركة مستوى مختلف من اللاعبين، ومستوى مختلف من الأندية، المشاركة في تلك البطولة والفوز بها ليس شيئاً جيداً للأندية الكبيرة”! هذا يعني أن الفوز بالمباراة النهائية وتحقيق اللقب سيعتبر إنجازاً سيئاً! أو ربما يعني أن مانشستر يونايتد ليس نادياً كبيراً!
اكتسبت بطولة الدوري الأوروبي أهمية كبيرة عندما أصبح الفائز بها يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لذلك أصبح الفوز بها شيئاً ضرورياً لمانشستر يونايتد من أجل إنقاذ الموسم، حتى لا يشارك بها مرة أخرى في الموسم القادم، ويجد نفسه يقاتل من أجل تحقيق خيبة أمل كبيرة! لماذا أصبح الفوز بالبطولة مطلباً ضرورياً؟! لأن مورينيو كان يريد التأهل لدوري الأبطال، لكنه لم يكن يريد أن يترك المركز السادس! فكيف يحقق الهدفين معاً، لا يوجد سوى الفوز بالدوري الأوروبي؛ خيبة الأمل الكبيرة!
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
لا يمكن اعتبار تصريحات مدرب اليونايتد متناقضة إذا صرح بأن أهمية الدوري الأوروبي حالياً تكمن في التأهل لدوري الأبطال، لكنه لم يقل ذلك، بل تحدث عن البطولة ذاتها بطريقة مختلفة تماماً، فقبل مواجهة سيلتا فيجو في نصف النهائي قال: “الدوري الأوروبي هو البطولة الوحيدة التي لم يفز بها مانشستر يونايتد، سيكون شيئاً عظيماً أن نفوز بها ونقول أننا النادي الذي فاز بكل البطولات في عالم كرة القدم”! لم يقل أن الفوز بها سيكون إنجازاً كبيراً لأنه سيؤهل النادي إلى دوري الأبطال، بل تغير حديثه عن البطولة التي سخر منها من قبل، وأصبح يرى أن الفوز بها إنجاز عظيم، هل تحقيق الإنجازات العظيمة يُصيب بخيبة الأمل؟!
بعد خسارة مانشستر يونايتد أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي، تحدث جوزيه مورينيو بفخر عن فريقه قائلاً: “الفوز بالبطولات أهم من الحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى”! هذا صحيح، لكنه ليس أهم من الحصول على المركز السادس! أضاف مدرب الشياطين الحمر: “إذا حققنا الدوري الأوروبي فسيكون شيئاً عظيماً، نحن نقاتل من أجل الألقاب، بينما تحصل الأندية الأخرى على المراكز الأربعة الأولى، إنهم يتمنون أن يكونوا في مثل موقفنا، أن يحاولوا ويقاتلوا من أجل الفوز بالبطولات”! يبدو أن مورينيو يعتقد أنه سيلعب نهائي دوري أبطال أوروبا! أو ربما يكون هذا المدرب الذي يتحدث عن بطولة الدوري الأوروبي الحالية ليس نفس المدرب الذي كان يتحدث عن ذات البطولة.. عندما فاز بها بينيتيز!
سيكون شيئاً عظيماً أن يفوز مورينيو بالبطولة.. التي لا يريد الفوز بها! سيكون إنجازاً كبيراً إذا فاز بالبطولة التي يرى أن الفوز بها سيصيبه بخيبة الأمل، البطولة التي لا تليق بالأندية الكبيرة!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
تابع حلقات: هلوسة كروية – هجمة مرتدة سريعة – هدف ملغى
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
