الحلم الذي انتظره ألاردايس طويلاً.. ليتخلى عنه بسرعة!

محمود حمزة 13:31 06/10/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    الفاشلون لا يرون أنهم مذنبون، ولا يشعرون بالتقصير، بل يشيدون بقدرات أنفسهم! ويعتقدون أنهم فشلوا لأنهم لم يعملوا في المكان المناسب.. لقدراتهم العظيمة! فإذا سألت مهاجم أحد الفرق الصغيرة عن سبب فشله في تحقيق إنجازات، سيقول لك: “امنحوني الفرصة في فريق مثل ريال مدريد، وسأسجل أهدافًا أكثر من رونالدو وميسي! ليس هذا وحسب، بل سأفوز بالكرة الذهبية كل عام”! ولا يجب أن ننسى المهاجم الأسطوري للدنمارك.. نيكولاس بندتنر! عندما سُئل في عام 2013 عن الفرق التي من المحتمل أن ينتقل إليها، أجاب اللاعب: “ريال مدريد أو برشلونة”! لكن هذا لم يحدث.. لسوء حظ الريال والبرسا!

    “لست مناسبًا لبولتون أو بلاكبيرن، سأكون مناسبًا أكثر لإنتر ميلان أو ريال مدريد، لا توجد مشكلة لدي في الذهاب لتدريب تلك الأندية، لأني سأفوز بالثنائية أو الدوري في كل عام، أعطوني مانشستر يونايتد أو تشيلسي وسأفعل نفس الشيء، لا توجد مشكلة في ذلك، هذا سيجعل الفوز بدوري الأبطال أو الدوري الإنجليزي أكثر سهولة”! هذه الكلمات قالها سام ألاردايس عام 2010، عندما كان مدربًا لنادي بلاكبيرن الإنجليزي.. الذي لا يناسبه!

    14569023_10208835177348460_1974086487_n

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    غريب هذا الرجل، يدرب أحد الأندية، لكنه يصرح بأنه ليس مناسبًا له، إذاً فلماذا قبل المنصب؟ هل من باب العطف على بلاكبيرن المسكين؟! أم قبله تواضعًا منه؟! أم لأنه لا يريد أن يعاني من البطالة؟! وكيف يقول بأنه مناسب لنادٍ آخر، رغم ارتباطه بعقد مع النادي الإنجليزي؟ ألا يستطيع كتمان ما في قلبه حرصًا على مشاعر ناديه؟! يتصرف كرجل متزوج، لكنه يقول لزوجته: “لست مناسبًا لك، أنا مناسب أكثر.. لشاكيرا”! وهذا مجرد تشبيه بريء! ولا يقصد به الإساءة إلى بيكيه!

    إذًا البيج سام أيضًا كان يرى أنه لا يتواجد في المكان المناسب، وهذا هو السبب الوحيد الذي حال بينه وبين الفوز بالدوري الأنجليزي.. ودوري الأبطال! طموحه لم يتوقف عند سقف الأندية فقط، بل كان يحلم أيضًا بتدريب المنتخب الإنجليزي، الذي يعتبر المرشح الأول دائمًا.. للخروج من البطولات! فعندما تم تعيين فابيو كابيللو مدربًا لمنتخب الأسود الثلاثة، كان ألاردايس يرى نفسه الرجل المناسب لهذا المنصب! صراحته جميلة، ومضحكة! مورينيو أكد هذا الأمر مؤخرًا، وصرح بأن سام ألاردايس كان يتمنى تدريب المنتخب الإنجليزي منذ فترة طويلة، ولذلك، عندما حصل على وظيفة أحلامه بعد طول انتظار، تركها بسرعة!

    14620141_10208835177708469_34099829_n

    مدرب عاش حياته مدربًا للفرق الصغيرة والمتوسطة، لكنه كان يحلم بتدريب أحد الكبار، من أجل الفوز بلقب الدوري ثم دوري الأبطال.. بسهولة! وكان يحلم بتدريب المنتخب الإنجليزي، ليضمن الإنجليز لقب كأس العالم! وجاءت الفرصة، فبعد رحيل روي هودجسون، أصبح ألاردايس خير خلف لخير سلف! المجد يناديه، بإمكانه اختيار أفضل اللاعبين الإنجليز، ليحصل على فريق الأحلام، خاصة وأن المنتخب الإنجليزي كان قريبًا من الفور ببطولة اليورو الأخيرة، لولا أنه ــ لسوء الحظ ــ واجه المرشح الأول للفوز باللقب.. منتخب آيسلندا! فقدم أمامه مباراة كبيرة، ثم ودع البطولة، هكذا يكون الخروج المشرف!

    بعد تحقيق حلمه بتدريب المنتخب الإنجليزي، اتضح أن سام ألاردايس يمتلك طموحًا مختلفًا، فبدلاً من محاولة استغلال منصبه للفوز بالبطولات، حاول استغلاله لكسب المال! يبدو أنه أدرك الحقيقة بعدما أصبح مدربًا للإنجليز، فعندما تأمل مستوى نجم المنتخب واين روني، ثم نظر إلى مستوى الأندية الإنجليزية في الفترة الأخيرة، أدرك أنه لم يفز بهذا المنصب، بل تم توريطه فيه! فرفض الخروج منه دون مكاسب، ولأن المكاسب الرياضية بدت مستحيلة، قرر البحث عن مكاسب مادية!

    14569209_10208835177308459_748031954_n

    البيج سام ظهر في مقطع فيديو يتفاوض من أجل الحصول على رشوة بقيمة 400 ألف باوند، من أجل تقديم نصائح تساعد على التلاعب بالقوانين! واتضح أن رجال الأعمال الذين كان يتفاوض معهم ليسوا رجال أعمال، بل كانوا صحفيين من صحيفة التليجراف، أفلام هوليوود تحولت إلى واقع! حيث قاموا بتصويره دون علمه، ثم كانت الفضيحة التي أطاحت به من منصبه، لأول مرة نشعر أن مورينيو محق في تعامله القاسي مع الصحفيين! ولحسن حظ ألاردايس أنهم لم يطلبوا منه مالاً مقابل عدم نشر مقاطع الفيديو، ربما ليسوا جيدين في الإبتزاز، يحتاجون إلى مساعدة بنزيما!

    انتهت قصة سام ألاردايس مع المنتخب الإنجليزي بسرعة، وبعد مباراة واحدة فقط، نجح في الفوز بها على منتخب سلوفاكيا بهدف وحيد في الدقيقة 95، وهذا يدل على سهولة الفوز! لذلك يمكن اعتبار مسيرته مع منتخب إنجلترا ناجحة جدًا، لأنه نجح في الفوز بـ 100% من مبارياته الدولية!

    لقراءة الحلقات الأخرى من “هلوسة كروية” .. اضغط هما

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة