لماذا فشل توحيد الألمانيتين كروياً؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أوليفر كان حارس ألمانيا السابق

    سبورت 360 –  في العام 1991 سقط جدار برلين الشهير وتأمل ملايين “الالمان الشرقيين” خيراً بمستقبل مشرق ينعمون به بنفس الرخاء الإقتصادي الذي تنعم به جيرانهم الغربيون لعقود. لكن حجم الهوة الإقتصادية بين البلدين الشقيقين سريعاً ما بخرت أي أمل بإندماج سريع وسلس بين الالمانيتيين مما دفع مئات آلاف الشرقيين للإنتقال سريعاً إلى الطرف الغربي تاركين ورائهم إقتصاداً شرقياً لا يمكنه المنافسة بأي طريقة من الطرق لينهار سريعاً. وربما لا يوجد طريقة أفضل لشرح تفاصيل فشل عملية توحيد الالمانيتيين سوى طريقتي المفضلة: استخدام كرة القدم لشرح ما كان يدور حولها.

    صورة من مباراة ألمانيا وهولندا

    صورة من مباراة ألمانيا وهولندا

    كرة القدم الألمانية الشرقية كانت، على عكس معظم الصناعات الاخرى في البلد الشيوعي، قادرة على المنافسة أوروبياً وعالمياً. ففي نهاية الثمانينيات، أي في آخر بضعة مواسم قبل التوحيد، وصل دينامو دريدزن إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1988، بينما أقصي يوفنتوس نادي “كارل-ماركس شتاد” بصعوبة في طريقه للتويج بلقب نفس البطولة في الموسم التالي. أما موناكو، والذي كان تحت إدارة أرسين فينجر، احتاج للعب الأشواط الإضافية قبل إقصاء دينامو بيرلين من كأس الأندية أبطال الكأس عام 1989. وحتى المنتخب الوطني كان على بعض مباراة واحدة من التأهل لكأس العالم 1990 بعد أن هزم المنتخب السوفييتي العملاق. لكن كل هذه الإنجازات كانت تتم في ظل نظام كروي تتحكم به القيادة الشيوعية بشكل كامل. حيث كانت تعود ملكية جميع الأندية للشركات المملوكة للدولة وبالتالي فإن رواتب لاعبين مميزين، مثل أوفي هاسلر وماتياس زامر، كانت محدودة جداً كونها تنظم بالمنطق الشيوعي بدلاً من منطق السوق الحرة. والأهم هو أن هذه الأندية لم تملك أي حس تجاري أو معرفة بأبسط جوانب إدارة نادي كرة قدم ناجح كتأمين رعاة للنادي كونها كانت دوماً تدار كجزء من مصنع أو شركة شيوعية.

    منتخب ألمانيا عام 1990

    منتخب ألمانيا عام 1990

    لذلك كان من السهل جداً على الأندية الغربية أن تخطف أهم لاعبي فرق المانيا الشرقية بتقديم رواتب وأجور تناسب مكانتهم ومهاراتهم. وفي محاولة بائسة لإغلاق الهوة المالية استعانت أندية المانيا الشرقية بأي شخص يمكنه ضخ المال في أنديتهم دون التدقيق في خلفيته ودوافعه مما قاد نادياً عريقاً كدينامو دريزدن إلى الهبوط للدرجة الثانية نتيجة اختلاس رئيس النادي لأموال النادي دون أن يستطيع دريزدن إلى اليوم العودة إلى البوندسليجا. واللوم يقع هنا على الاتحاد الألماني الموحد الذي لم يقدم أي مساعدة لأنديته الخارجة لتوها من تحت القبضة الشيوعية للتأقلم مع نظام السوق الحر. وهذه لم تكن خطيئة الاتحاد الالماني الوحيدة.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    عندما تم بدء العمل على توحيد فرق الالمانيتيين في دوري واحد كانت المانيا الغربية قد فازت لتوها بكأس العالم 1990 وبالتالي فإنها كانت صاحبة الكلمة العليا وتمكنت من أن تضمن مصالحها بشكل كامل. فبدلاً من أن يتم خلق دوري جديد يضم فرقاً من كلا الالمانتيين بالمناصفة، أو بنسبة عادلة على الأقل، فقد سمح لفريقين فقط (هانزا روستوك، آخر بطل لدوري المانيا الشرقية ووصيفه دينامو دريزدن) من الدوري الالماني الشرقي (الذي كان يضم 14 فريقاً) بالإنضمام إلى الدوري الالماني الغربي (أو البوندسليجا) والذي كان يضم 18 فريقاً ليصل المجموع لعشرين. وفي أول مواسم البوندسليجا الموحدة، تم تقرير هبوط 4 فرق لإعادة العدد إلى 18 فخسرت ألمانيا الشرقية أول ممثليها (هانزا روستوك) قبل أن يلحق به دريزدن سريعاً مع مرور خاطف لليكوموتيف لايبزيج دون أن ينجح أي نادي شرقي سابق بتحقيق أي إنجاز يذكر. واليوم تقبع معظم الفرق الكبرى في المانيا الشرقية في الدرجات الدنيا من الدوريات الالمانية: دينامو دريزدن (الدرجة الثانية)، هانزا روستوك (الدرجة الثالثة) بينما يلعب دينامو بيرلين (صاحب الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بدوري المانيا الشرقية) في الدرجة الرابعة رفقة لوكومتيف لايبزيج وايرفورت وجميع هذه الأندية كانت قد شاركت في البطولات الأوروبية قبل التوحيد. كل هذا لا يعني أن المانيا الشرقية لم تعد تنتج مواهب كروية مميزة؛ بل على العكس فإن ثلاثة من أفضل المواهب الألمانية منذ التوحيد جاءت من الطرف الشرقي: ماتياس زامر، ميكايل بالاك وتوني كروس.

    وجود “آر بي لايبزيج” كمنافس حقيقي على لقب البوندسليجا وفي دوري الأبطال، وهو نادي يمتلك كل القدرات المادية التي تمتلكها أندية الغرب ولكنه موجود في الشرق، دليل على أن الطريق الوحيد لإعادة فرق المانيا الشرقية للواجهة هي عبر منحها القوة المالية لمنافسة نظيرتها الغربية.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة