سبورت 360- تمكّنت مهرة الهنائي، ذات الـ 19 ربيعاً، على مدى الأعوام القليلة الماضية من تحقيق التوازن المثالي بين رحلتها التعليمية وشغفها الكبير برياضة الجوجيتسو. لكن عام 2020 قد ألقى بظلاله على الجهود الأكاديمية والرياضية التي تبذلها الهنائي التي تُعتبر واحدة من أبرز الرياضيات وصاحبة إنجازات أكاديمية متميّزة في الوقت ذاته.
وكانت الهنائي، التي تُمثل نادي العين وتُعتبر أول إماراتية تفوز بإحدى الميداليات القارّية بعد حصولها على فضّية الألعاب الآسيوية 2018، قد نجحت في الارتقاء بمستواها على بساط النزال يوماً بعد يوم دون كلل. كما اعتُبرت على مدى الموسمين المحليين الأخيرين جزءاً من مجموعة مختارة من لاعبي الأندية الذين نجحوا في الفوز بالميداليات الذهبية ضمن جولات بطولة أم الإمارات المرموقة، ونجحت في إضافة ميدالية برونزية إلى رصيدها ضمن منافسات بطولة العالم للجوجيتسو للشباب التي استضافتها أبوظبي عام 2019.
وبفوزها بالميداليات الذهبية خلال بطولة الإمارات الدولية لمحترفي الجوجيتسو وبطولة دبي الدولية لمحترفي الجوجيتسو، أكّدت الهنائي أنّها بلغت مستويات رائعة ستُتيح لها اختتام الموسم وفي جعبتها العديد من الميداليات، غير أنّ انتشار جائحة كوفيد-19 وضع حدّاً للأنشطة الرياضية بشكل عام لفترة مطولة.
وعند هذه النقطة، بدأ يتأثر التوازن الذي لطالما برعت الهنائي في الحفاظ عليه. وفي هذا الصدد، قالت الهنائي: “لقد اعتدت سابقاً على عكس الطاقة الإيجابية النابعة من أدائي الجيد على بساط النزال على أدائي الأكاديمي. فقد أعطتني رياضة الجوجيتسو الكثير، حيث ارتقت بثقتي بنفسي إلى مستويات عالية جداً ومنحتني القدرة على مواجهة التحديات. وكان ذلك واضحاً من خلال أدائي الأكاديمي أيضاً؛ إذ استمتعت بالوقت الذي أقضيه في الجامعة وبطبيعة مختلف التحديات التي كُنت أعيشها”.
واستطاعت الهنائي، التي تدرس للحصول على الشهادة الجامعية في الشؤون المالية في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين، أن تنقل قدرتها الفائقة على التركيز على بساط النزال إلى المجال الأكاديمي للتعرف على حالات الخلل الموجودة في الميزانيات العمومية وتطوير النماذج المالية الدقيقة. غير أنّ الهنائي بدأت بالمعاناة بعض الشيء من كثرة الأرقام التي تزخر بها هذه الميزانيات العمومية والجداول المالية في أعقاب تدابير الإغلاق التي فُرضت في الدولة والتي أسفرت عن إيقاف النشاط الرياضي فيها بشكل مؤقت. وقالت الهنائي في هذا السياق: “اعتدت على حلّ التمارين الدراسية بكلّ سهولة سابقاً، لا سيما بعد حصة تدريبية جيدة أو نزال مشوق. لكن يبدو بأنّ دراسة الشؤون المالية قد تمكّنت مني أكثر من مرة، خصوصاً بعد أن اضطررنا إلى البقاء في منازلنا لعدة أشهر منذ مارس الماضي”.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
ومع ذلك، نجحت الهنائي وبسرعة في إيجاد الطريقة المناسبة لاستعادة هذا التوازن العام بالنسبة لها. وفي حين اضطر العديد من الرياضيين إلى التوقف عن ممارسة الجوجيتسو نظراً لعدم قدرتهم على إيجاد شركاء للتدريب معهم، لم تجد الهنائي أيّ صعوبات في هذا الصدد؛ إذ تُعتبر أختها الأكبر مها إحدى الرياضيات البارزات، بينما تُمثل أختها الصغرى هناء واحدة من المواهب الصاعدة.
وأتى المعسكر التدريبي المغلق للسيدات الذي نظمه اتحاد الإمارات للجوجيتسو في شهر أغسطس وقبل الجولة الختامية من بطولة أم الإمارات 2019-2020 في الوقت المناسب بالنسبة للهنائي.
وقالت: “كان شعوراً رائعاً أن أواجه مجموعة متنوعة من الرياضيات بعد ثلاثة أشهر قضيتها في التدرب مع أخواتي. وأنا ممتنة للغاية لاتحاد الإمارات للجوجيتسو لقاء تنظيم هذا المعسكر الذي كان كفيلاً بضمان مواصلة تطور مستوياتنا. وقد لعب المعسكر دوراً محورياً في تجهيزي للمشاركة في بطولة أم الإمارات، وقد نجحت بفضل الجهد الذي بذلته في الفوز بالميدالية الذهبية في الجولة النهائية”.
اكتشفت نور الهرمودي صاحبة الحزام الأزرق سرّ تحقيق النجاح على بساط النزال وخارجه عبر إدارة الوقت والالتزام بمستويات رفيعة من أخلاقيات العمل. وأحرزت الهرمودي، التي تبلغ من العمر 27 عاماً، ميدالية فضية بوزن 70 كيلوجرام في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو عام 2019؛ وتتطلّع للظفر بالحزام الأسود في المستقبل القريب.
وبهذا الصدد، قالت الهرمودي: “بصفتي من رياضيّي الجوجيتسو، يتمثل هدفي في الظفر بالحزام الأسود ما يتطلب قدراً كبيراً من التفاني والعمل الجادّ. صحيح أنه في البداية مجرد حلم، لكن تحقيقه أمرٌ ممكن بالعمل الجاد والمخلص. فأنا أحرص على تخصيص وقت للتدريب بين ثلاث إلى أربع ساعات يومياً، ولستة أيام في الأسبوع أو حتى سبعة أيام، تبعاً لأعباء العمل. وأبذل جهدي لتخصيص يوم للعائلة”.
تعمل نور في قطاع إدارة الفعاليات، وتقضي ساعات طويلة في حضور الفعاليات بشكل ميداني يحد من قدرتها على الالتزام بالحضور إلى الصالات الرياضية ودروس الجوجيتسو. وتؤكد الرياضية الإماراتية الواعدة أن عجزها عن الحضور إلى الصالات الرياضية لا يعني ابتعادها عن التمرين؛ وقالت: “أحمل معدّات التمرين الخاصة بي دائماً، إذ ترافقني حقيبتي الرياضية إلى أي مكان أذهب إليه، سواء في فعاليات العمل أو حتى العطلة. وخلال السفر، أبحث دائماً عن أي منشأة تدريب ومدرّب جوجيتسو للحفاظ على لياقتي البدنية ومستواي في الرياضة. رغبتي الشديدة في المنافسة على مستويات عالمية رفيعة تدفعني لبذل جهد إضافي أتفوّق به على مهارات منافساتي اللواتي بذلن جهوداً مماثلة”.
وأضافت: “يتحلّى لاعبو الجوجيتسو بقدرة التحكم في انفعالاتهم. وقد منحتني هذه المهارة القدرة على التخفيف من توترات العمل وضغوطاته”.
وبعيداً عن تحقيق التوازن بين العمل والتدريب، تبحث نور عن وقت خلال عطلة نهاية الأسبوع لتعليم رياضة الجوجيتسو للأيتام في مختلف أرجاء الدولة. وحول ذلك، قالت الهرمودي: “كنت محظوظة لوجود شخص ما يعلّمني فنون الجوجيتسو التي منحتني الأدوات المناسبة لتحقيق النجاح في الحياة، وأشعر بأنّ عليّ مشاركة تجربتي هذه مع الآخرين.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
