شيكابالا - نادي الزمالك

سبورت 360 – يقول الكثير من المحللين إن الحظ يأتي دوما للمجتهدين ويساندهم، لكن ولأن لكل قاعدة استثناءات فإن هذه الاستثناءات تجمعت لتكون حكاية ومسيرة نجم موهوب اسمه محمود عبدالرازق الشهير بـ “شيكابالا”.

شيكابالا والزمالك.. حكاية قدر يعاند النجم الأسمر

منذ أن تفجرت موهبة شيكابالا وسجل أول أهدافه بطريقة خرافية في مرمى غزل المحلة بكأس مصر عام 2002، وراهن كثيرون على أن ذلك الفتى الأسمر ذو الـ 16 عاما سيكون له شأنا كبيرا في الكرة المصرية.

shikabala-paok

بمرور السنوات أغراه بريق الاحتراف ليخوض تجربة مع باوك اليوناني انتهت بصورة غير متوقعة بعودته إلى الزمالك مصحوبا بغرامات من الفيفا أثقلت كاهل القلعة البيضاء، لكن جماهير النادي كانت ترى أن “كله يهون من أجل عيون شيكا”، فقد عاد شيكابالا بطموحات كبيرة في 2006 أملا في أن يصنع الفارق مع بيته القديم.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

القدر يعاند شيكابالا في الزمالك

لكن عودة شيكابالا اتفقت مع ظروف غير مواتية للتألق، فقد عرف الزمالك طريقه للمجالس المعينة دون أي استقرار لعدة أشهر، سواء ماليا أو إداريا.

شيكابالا حاول تقديم اللمسة الفارقة مع الزمالك، لكن في كل مرة كان يذهب مجهوده سدى، ففي نهائي كأس مصر 2007 وتحت قيادة المدرب الراحل، الفرنسي هنري ميشيل، احتفظ به للشوط الثاني ليشارك ويسجل هدفا في شباك حارس الأهلي أمير عبدالحميد ويعيد للزمالك التفوق.

لكن جهد الأبيض لم يكن وافرا ولم يظل حتى النهاية ليخسر بسيناريو درامي أمام رفقاء أبوتريكة بنتيجة 4-3 في واحدة من أفضل مباريات القمة بالسنوات الأخيرة.

Shikabala-zamalek

مرت السنوات وجاءت بالأسوأ للزمالك، فمن فريق ينافس على اللألقاب محليا وعربيا وأفريقيا في 2007 ثم بطل كأس مصر بصعوبة في 2008، إلى أوضاع مأسوية في 2009 و2010 أجبرت النجم الأسمر على الرحيل صوب الوصل الإماراتي وخوض تجربة احترافية قصيرة صاحبه فيها التألق والإبداع بفريق المدرب الراحل برونو ميتسو.

ومن الإمارات إلى مصر من جديد أملا في أن يصالح القدر شيكا، وكاد القدر أن يبتسم للفريق لولا إلغاء الدوري مرتين متتاليتين بسبب أحداث أمنية وأوضاع سياسية.

ثم جاء التتويج بلقب كأس مصر ليرسم البسمة على وجه فتى الجنوب في 2013، وفتح له القدر بابا من أجل استغلال الفرصة والتوهج في سن ليست صغيرة.

شيكابالا ابن الـ 28 عاما حصل على فرصة ذهبية للاحتراف في سبورتنج لشبونة البرتغالي، وفي مثل هذا السن ومع فريق من كبار الكرة الأوروبية والأسماء البارزة في القارة العجوز، كان يجب أن يبذل الغالي والنفيس في سبيل التمسك بتلك الفرصة.

لكن يبدو أن سنوات الغربة أرهقت نجم الزمالك ليرحل عن لشبونة بالأزمات أيضا، خاصة بعد تأخر عودته للبرتغال عقب مبارة سبورتنج الودية ضد الاتحاد السكندري في مئوية زعيم الثغر.

شيكابالا عاد ليصبح مع الفريق الرديف وينتهي به الأمر بالرحيل المُكلف ماليا أيضا في سبيل العودة للزمالك الذي أعاره للإسماعيلي من أجل استعادة مستواه.

أيضا في 2016 لم يكن القدر رحيما بشيكابالا ورغم تألقه أمام الوداد في نصف نهائي دوري الأبطال، جاءت الصدمة في المباراة النهائية بالخسارة من صن دوانز وضياع حلم اللقب.

ومع عودته للزمالك لم تكن الظروف مهيأة أيضا، إذ ظلت العلاقة بينه وبين رئيس النادي مرتضى منصور متأرجحة ما بين الصفاء والتوتر، ليستقر الأمر على إعارته للرائد السعودي في 2018.

مع الرائد قدم شيكا لمحات فنية قادته للدخول ضمن حسابات هيكتور كوبر لتصفيات ثم نهائيات مونديال روسيا.

هنا ابتسم القدر من جديد لشيكابالا لكنها كانت ابتسامة خجولة، فقد ذهب منتخب “باصي لصلاح” إلى مونديال 2018 دون سلاحه الأبرز “صلاح نفسه” لإصابته في الكتف وعدم جاهزيته، بينما ظل شيكا ورقة غير مستخدمة حتى في الأوقات العصيبة للمدرب الدفاعي كوبر.

ومن المونديال إلى العودة للزمالك لكنه مرة أخرى اصطدم بقرار إعارته نظرا لتأخر انتظامه في التدريبات مع السويسري جروس، ليلعب معارا حتى يناير مع أبولون اليوناني.

تلك الإعارة أفقدته فرصة تاريخية للتتويج مع الزمالك بالكونفدرالية الأفريقية.

مصالحة متأخرة من القدر لشيكابالا

إلا أن النجم الأسمر عوض ذلك بأن عاد للقلعة البيضاء وقاد الفريق للتتويج بالسوبر المصري، بعد أيام من الفوز بالسوبر الأفريقي على الترجي التونسي، وقبل بداية الموسم رفع كأس مصر بفوز مستحق على بيراميدز.

3 بطولات في أشهر قليلة كانت كافية لأن تدل على أن شيكابالا عرف طريق الابتسامة أخيرا، حتى ولو مع اقتراب نهاية مشواره.

شيكابالا وجماهير الأهلي

بطبيعة الحال ظلت رواسب المناوشات القديمة بين جماهير الأهلي وشيكابالا حاضرة، كل من الطرفين لم ينس إهانات الآخر، ليصبح النجم الأسمر في أنظار الجماهير الحمراء بمثابة “المُنتهي” على غرار ما كان يُطلق على البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد السابق ويوفنتوس الحالي.

وبعد فترة من الغيابات بسبب الإصابات أو لأسباب فنية سواء مع كارتيرون أو باتشيكو، جاء القدر ليصالح شيكا ولكن بطريقة درامية.

فقد منحته الغيابات المؤثرة في الزمالك فرصة اللعب أساسيا في قمة نهائي دوري الأبطال، وكان القائد المخضرم على الموعد، وسجل هدفا عالميا في شباك محمد الشناوي، بعد مراوغة 3 من لاعبي الأهلي.

شيكابالا

شيكابالا

إلا أن النهاية كانت حزينة أيضا بأن يُنسى ذلك الهدف المميز ويسجل الأحمر هدفا قاتلا عن طريق محمد مجدي قفشة.

تكرر السيناريو في كأس مصر أمام طلائع الجيش، وسجل شيكا هدفا عالميا أغلق القدر عليه أبوابه أيضا بخروج حزين للأبيض من نصف النهائي.

وكأن القدر يعاقب شيكابالا على فترات تألقه، بأن يكون الأفضل في فريقه عندما يكون الكل في أسوأ حالاته ولا تساعد النتائج على النجاح.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة