مزاجي جدا، يذهب إلى عمله متأخراً، ويخرج منه قبل الجميع. ربما يغيب عن بعض التدريبات، وبالتأكيد من الصعب بل المستحيل تحجيمه أو ضبط شطحاته، لكن في المرات التي يكون فيها “جاهز ورايق”، فأنت على موعد مع مشاهدة لاعب وسط من العيار الثقيل، الثقيل جداً

هكذا هو إيفر بانيجا، الأرجنتيني الذي يعيد اكتشاف نفسه من جديد مع جولين لوبيتيجي، في موسم استثنائي لنادي إشبيلية قياساً بالسابق، مع مستوى ثابت في بطولة الليجا وصعود مستحق إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، بقيادة الثنائي اللاتيني لوكاس أوكامبوس وإيفر بانيجا.
لاعب الوسط بالأخص يستحق تقدير مضاعف، لأنه يقضي آخر أيامه في الكرة الأوروبية، بعد توقيعه بشكل رسمي مع الشباب السعودي، لكي يلعب في صفوفه خلال الموسم المقبل، لذلك فإنه يودع فريقه الأندلسي بأفضل طريقة ممكنة.

تألق تكتيكي

في رسم 4-3-3 لجولين لوبيتيجي، يتم حماية بانيجا جيداً بواسطة فرناندو الذي يدافع جيداً، مع تواجد جوردان كلاعب بوكس بين الدفاع والهجوم، بالتالي حصل زميله الأرجنتيني على الأريحية المطلوبة. ارتكاز مساند وصانع لعب متأخر، ولاعب وسط هجومي صريح، كلما تحول قليلاً إلى الطرف، لخلق جبهة هجومية فعالة رفقة نافاس وسوسو.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

في كل هجمات إشبيلية، إيفر هو همزة الوصل، بين جوردان وفرناندو بالوسط، بين الظهير والجناح على الطرف، وبالعمق خلف النصيري وبالقرب من لوكاس أوكامبوس، لذلك يمكن القول أن الأرجنتيني بمثابة مهندس طريقة لعب إشبيلية هذا الموسم، خاصة بعد تحرره الذهني والخططي داخل الملعب.
بانيجا يلعب بحرية لأنه سيرحل بعد نهاية الموسم الجاري، سيرحل عن الكرة الأوروبية بالكامل، لذلك فإنه يلعب بمزاج كبير، مع تواجده داخل إطار تكتيكي صارم ومتنوع، مع خط وسط قوي بدنياً وأطراف فعالة هجومياً، وفريق يستطيع التسجيل من الكرات الثابتة أو العرضيات أو اللعب المنظم أو التحولات السريعة.

3E0DA27D-0338-4745-B96E-66D28527248B

خلطة النجاح

يركز إشبيلية في ضغطه على أظهرة خصومه، لذلك يتبادل أوكامبوس أدواره مع نافاس. الظهير يصعد إلى الأمام للضغط، بينما زميله يضع نفسه بالقرب من الكرة، على الطرف تقريباً، لغلق زوايا التمرير ومحاولة إجبار المدافع على ارتكاب الخطأ، لذلك يبذل لاعبي الأطراف مجهوداً أكبر من دون الكرة، وفي حال عدم قطعها، فإن فرناندو وجوردان يعودان إلى مناطقهما بسرعة من أجل حماية الدفاع.
عرف لوبيتيجي كيف يصنع خلطة تألق بانيجا، بمساعدته دفاعياً باستمرار بواسطة ثنائي قوي بدنياً، مع تنوع الأطراف بين جناح قوي بدنياً ومهاري بقيمة أوكامبوس، وآخر متحرك ويقطع للداخل سواء الحدادي أو سوسو، رفقة مهاجم صريح كالنصيري أو حتى لوك دي يونج، المهم أن الفريق أصبح أفضل على مستوى التوازن، سواء بالكرة أو من دونها، لذلك صنع الأرجنتيني ما يريد.
بانيجا لعب دوراً فعالاً هجومياً، سواء في تسجيل الأهداف أو صناعتها، فلاعب الوسط سجل 3 أهداف وصنع 10 بين الليجا والدوري الأوروبي، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من صناعة الفرص والتمريرات التي تسبق التسديد بالثلث الهجومي، مما يجعله واحد من أفضل صناع اللعب هذا الموسم.

الجانب الآخر

B3754417-AF5E-4600-B8E8-0BDE6961FF02

يعتقد البعض أن بانيجا لاعب ضعيف دفاعياً لكن هذا غير صحيح بالمرة، لأن اللاتيني قوي في الصراعات الثنائية، يجيد الافتكاك والارتداد إلى الخلف، ويمتاز بقدرته على الحفاظ على الكرة تحت الضغط، لذلك فإنه مناسب بشدة لإشبيلية عندما يدافع أو يهاجم، بمعنى أنه ليس لاعب هجومي فقط كما يظن أصحاب الآراء الجاهزة.
فقط هذا الموسم ظهر بانيجا بشكل أفضل هجومياً، لأنه تحرر بعض الشيء من الدفاع وأصبح يتواجد أكثر في نصف ملعب الخصم، وهذا ما يتناسب معه خاصة مع كبر سنه قليلاً، لذلك فإنه تحول من لاعب الارتكاز المساند حول الدائرة إلى لاعب الوسط المتقدم بالمركز 8 خلال رسم 4-3-3 الحالي، مع إمكانية تواجده كصانع لعب صريح عند قلب الرسم إلى 4-2-3-1، أمام ثنائي المحور وبين الجناحين، وخلف المهاجم مباشرة.
يستحق بانيجا أن يكون أحد نجوم الموسم في الليجا والدوري الأوروبي، لكنه يحتاج إلى مواصلة المسيرة للفوز بلقب جديد مع إشبيلية، قبل توديعه بشكل رسمي من أجل خوض تحديات جديدة في السعودية هذه المرة، حيث سيقود فريق الشباب خلال الموسم المقبل، بعد توقيعه منذ فترة على عقود الانتقال.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة