أمجد الكسبة – كنت أمشي في الطريق, كانت ليلةً داكنة, ظلام وليس هنالك إضاءة في الطريق, كانت الطريق لبيتي مازالت طويلة. تعبت, أحسست بالضيق و أنه عليّ التوقف والجلوس, بحثت عن مكانٍ للجلوس فوجدت رجلاً يجلس على جانب الطريق, كان يبكي ويتحسّر, أخرجت مالاً من جيبي واقتربت منه لأعطيه المال. صرخ في وجهي وقال : ” هل أنت مجنون ؟  لا أبحث عن المال ولا أريد شفقةً منك.” تعجبت منه وغمرني الفضول لأعلم ما به.

جلست بقربه و بكل هدوء سألته ” ما بك ؟ أخبِرني لعلك تُرَيِّحُ صدرك بإخباري.” , قال: ” هل سمعت بالمثل الذي يقول كانت اللقمة في الفم ؟ هذا ما حدث لي , كانت لنا ولكن لا أعلم كيف أخذوها, هل هو النحس؟ هل هي لعنة تلاحقنا؟ هل هي مؤامرة؟ لا أعلم, ما حدث الليلة أمرٌ صعبٌ تحمله. أن تتقدم بالنتيجة بهدفين مقابل لا شيء و تتحمل كل الضغط ل 72 دقيقة ثم تنهار وتخرج من الباب الضيق فهذا أمرٌ يجعلُ في الصدر غصة.

3243C69200000578-3495752-image-m-5_1458162918734

لم أرى فريقي يلعب بهذه القوة منذ زمنٍ بعيد, أيام نيدفيد وثلاثية الديلي ألبي على الريال ربما, أكثر من عشر سنوات. ما يؤلمني أنهم كانوا يستهزئون منا و يسخرون, كانوا يقولون لي انتظر الرباعية أو الخماسية بل حتى انتظر نتيجة مخزية كما يفعل روما دائما بدوري الأبطال, لكنني كنت واثقاً كل الثقة بفريقي, كنت أعلم أن الفتية سيفعلون المستحيل ليتأهلوا.

سجل بوغبا ثم سجل كوادرادو, كنتُ أصرخ كالمجنون, كنت أقفز كالطفل الصغير الذي يريد الوصول للسماء, لم أعلم وقتها هل اقتربت السماء من الأرض أم أنّ فرحتي حملتني للسماء, أريدُ الضحك لا لا بل أريد البكاء من الفرحة, أريد أن أركض و أصرخ و أقفز, كنت مليئاً بالطاقة ومفعم بالحيوية.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

فرصةٌ تلوَ الأخرى, بدئوا يضيعون الفرص كالأطفال المبتدئين, كان بالإمكان أن تنتهي برباعية لنا, إحساس يراودني بأننا سنندم على هذه الفرص الضائعة, ولكن سرعان ما تلاشى هذا الإحساس بسبب طريقة اللعب, لم يستطيعوا الاقتراب من بوفون, كانوا الفتية كالبنيان المرصوص. وبعد مرور الوقت وبطريقة مباغتة , سجّلوا بمرمانا, لم أستطع بعدها النظر الى الملعب, أدخلت وجهي بوشاح اليوفنتوس, كنت أدعوا طوال الوقت أن تمر آخر الدقائق بدون أن يدخل مرمانا هدف.

Cds82HrXEAIYSHI

مر الوقت و كأنه الدهر بأكمله, قالوا لي تبقى ثلاث دقائق فقط, ثم سمعتهم يشتمون ايفرا, ما الأمر؟ أخبروني أرجوكم؟ لقد سجلوا التعادل, كأنها سكينٌ تشق صدري شقاً, لا أريد الاستيقاظ, لم أعلم وقتها هل كان هذا حلماً و استيقظت أم أنني نمت من شدة التعب وها أنا ذا بكابوس التعادل والخروج, نظرت و أول ما رأيته كان بوفون, كان يضع يديه على رأسه, لمَ؟ فقط دقيقتين, لماذا سجلوا ؟ ما هو الذنب الذي فعلته في حياتي لكي لا يستجيب الله لدعائي. السماء ابتعدت بل لا يوجد سماءٌ فوقي, كانت داكنة شديدة الظلام , بلا نجومٍ ولا قمر, مليئةٌ بالحزن و الألم كما تراها أنت الآن.

فخورٌ جداً بفريقي, ولكنها تبقى غصة, لأنها كانت لنا و كانت في فمنا بل في بطوننا, لكن كرة القدم خائنة, لا تعرف العدل, ولا تعطي من أعطاها, إياك و أن تشاهدها فستتألم , ستتألم كثيراً.”

massimiliano-allegri-cropped_18df8c0awije7152i7678l9bf1

لم أشعر بشعور الحزن تجاهه, ربما لأنني لا أتابع كرة القدم, ولكن هل من الممكن أن يشعر الشخص بكل هذا الحزن لأن فريقه تعرض للهزيمة؟ سلّمتُ عليه و أكملتُ طريقي باستغراب.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة