يقال في كرة القدم أن الحارس هو نصف الفريق ،وإذا جاز لنا أن نسمي المرمى عريناً ،فإن أوليفر كان كان أسداً بكل معنى الكلمة،وعرين كرة القدم لم يلق بأحد كما كان لائقاً به. هذا الرجل صاحب الوجه المخيف كان بحق حامياً لبيت الرعب لدرجة أن المهاجمين كانوا يفضلون الانسحاب قبل مواجهة هذا الوحش الكاسر الذي قد يفترسهم قبل دخول حدود مملكته.

ألقابه كثيرة فقد أطلقت عليه أسماء منها الأسد ،العملاق ،الفدائي،الرجل الأخضر،ولقبته الصحافة العالمية “دير تيتان” أي العملاق ،والمشجعون “فولكانو ” البركان.

يعد كان من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم ،وتميزه في مركزغالباً ما يتم تجاهله في كرة القدم ما هو إلا دليل على براعته وقوته رغم عصبيته الزائدة أحياناً التي طالت الخصوم والزملاء مما يدل على حماسه للفوز وكرهه للخسارة. شخصيته القوية والواثقة ،وقدرته على التعامل مع الضغوطات كل هذه العوامل جعلته قائداً داخل أرض الملعب يوجه اللاعبين من مكانه بين خشبات المرمى الثلاثة،و ومحارباً لا يتمنى أحد مواجهته.

Oliver Kahn (FC Bayern München)

ولد أوليفر رولف كان في عام 1969 ،وهو ينحدر من أصول لاتفية،حصل على شهادة التدريب في عام 2010 بعدما أنهى دراسة إدارة الأعمال.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

بدأكان ممارسة كرة القدم في موسم1975-1976  مع فريق كارلسروه كحارس لفريق الشباب،وصعد إلى الفريق الأول للنادي في موسم 1987_1988 لكنه بقي حبيس دكه الاحتياط إلى موسم 1990 عندما قرر المدرب وينفريد شايفر الدفع به كحارس أساسي للفريق الأول بدلاً من الحارس ألكسندر فامولا. ثقة شايفر كانت في محلها فقد تألق كان في مباريات الدوري الألماني ،وقدم أوراق اعتماده إلى عالم الشهرة العالمية بأداء رائع في كأس الإتحاد الأوروبي موسم 1993_1994خصوصاً في مباراة سحق فيها كارلسروه فالنسيا الإسباني بسباعية نظيفة، فنال إعجاب أولي هونيس الذي أصر على بذل الغالب والنفيس لجلبه إلى ميونخ. وقع كان للبافاري بصفقة انتقال قدرت ب 2.5 مليون يورو في 1994 .مبلغ كبير في ذلك الوقت للتعاقد مع حارس مرمى.

Oliver-Kahn-2002-World-Cup_2726962

انضمام كان إلى بايرن ميونخ كان علامة فارقة في حياته الكروية ،فقد حقق الكثير من البطولات والألقاب على الصعيدين المحلي والأوروبي ،وكان أول نهائي أوروبي يخوضه مع بايرن ميونخ ضد بوردو الفرنسي ،وتوج باللقب مع الفريق البافاري. في المواسم التالية أعتبر كان خط الدفاع الأخير لفريق بايرن ميونخ ،وساعد بوصول الفريق إلى نهائي أبطال أوروبا 1999 الذي خسره بطريقة دراماتيكية ،لكنه فاز بلقب دوري الأبطال في موسم 2001 بعد مباراة ماراتونية ضد فالنسيا حسمت بضربات الجزاء التي تصدى ل 3 منها ،وأختير أفضل لاعب في المباراة.

ارتدى كان قميص المنتخب الألماني أول مرة في 1995 أمام سويسرا ،وأصبح الحارس الأساسي للمنتخب بعد اعتزال أندرياس كوبكه في 1998،وخلال فترة قصيرة حمل شارة قيادة المنتخب. في كأس العالم 2002 التي استضافتها اليابان وكوريا الجنوبية كان أحد نجوم المونديال البارزين ،ولقبته الصحف ب “جنكيز خان ” تيمناً بالقائد المغولي الشهير، ونظراً لأدائه خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية ، أكتسب شعبية واسعة في آسيا ،ظهر في العديد من الإعلانات التجارية اليابانية ،وفي 2009 كان عضواً في لجنة تحكيم برنامج تلفزيوني لإختيار أفضل حارس شاب في الصين.

صعد منتخب ألمانيا إلى نهائي 2002 رغم عدم توقع الكثيرين لذلك ،وكان لأوليفر كان في ذلك فضل كبير بتصدياته الحاسمة ،وإن كان البعض يصف أداء بعض الفرق بإيقاف حافلة أمام المرمى،فإن عناوين الصحف العالمية أشارت إلى عملاق يحرس مرمى منتخب المانشافت الذي هزم أمام البرازيل بهدفين للظاهرة رونالدو اخترقا شباكه ،و.رغم الخسارة إلا أنه اختير أفضل لاعب في البطولة.

في مونديال 2006 الذي استضافته ألمانيا جلس كان على دكة البدلاء بعدما فضل يورغن كلينزمان الحارس ينز ليمان عليه،وأعتزل اللعب الدولي في 2006 برصيد 86 مباراة مع المنتخب الألماني ليتفرغ للعب مع بايرن ميونخ الذي غادره في عام 2008 بعدما خاض 429مبارة بقميص النادي البافاري.

ألقابه وبطولاته:

1929338_big-lnd

مع بايرن ميونخ :

بطولة الدوري 8 مرات،كأس ألمانيا 6 مرات،دوري أبطال أوروبا 2001،كأس الإتحاد الأوروبي 1996و كأس القارات للأندية 2001

مع المنتخب الألماني:

بطولة أمم أوروبا 1996،المركز الثالث في كأس القارات 2005،المركز الثاني في كأس العالم 2002 و الثالث في كأس العالم 2006

الألقاب الفردية:

أفضل حارس في الدوري الألماني 7 مرات، أفضل حارس باختيار الإتحاد الدولي لإحصائيات وتاريخ كرة القدم في 1999_2001_2002،أفضل حارس أوروبي 4 مرات ،أفضل حارس في دوري الأبطال 4 مرات،أفضل حارس باختيار مجلة الرياضة الأوربية مرتين ،أفضل لاعب ألماني في 2000 و 2001،المركز الثالث في الكرة الذهبية عام 2002،أفضل لاعب في كأس العالم 2002 ،جائزة ليف ياشين 2002.

إن كانت المقولة المتداولة هي الحارس هو نصف الفريق ،فإن أداء بعض الحراس يثبت أنها ليست صحيحة بالضرورة،فقد يبدو للبعض أن مركز حارس المرمى هو الأقل أهمية في كرة القدم لكن حراساً عظماء أمثال أوليفر كان أثبتوا أن الحارس هو صمام الأمان والسد المنيع الذي يوقف هجمات الخصوم.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة