“أتمنى لك كل التوفيق يا كارلو” بهذه الكلمات الإيطالية التي سجلها بيب غوارديولا بخط يده قبل أن يحزم حقائبه ويتوجه إلى إنجلترا أعلنت نهاية حقبة و بداية عصر جديدفي ميونخ بقيادة الثعلب الإيطالي، ورغم رحيل الفيلسوف لخوض مغامرة جديدة في بلاد الضباب ،يدرك الجميع أن البايرن ترك بعهدة أيد أمينة في ظل استقرار إداري أصبح طابعاً مميزاً للفريق البافاري وحرص مسيري الأمور في كواليس النادي على استمرار تفوق الفريق.الذين وجدوا في أنشيلوتي ضالتهم المنشودة.
أمتدح كارل هاينز رومينغيه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ أنشيلوتي، وأبدى فرحته بالتعاقد معه “كارلو شخص هادئ،متوازن أثبت نجاحه ، إنه يعرف كيفية التعامل مع النجوم ، يفضل اللعب المتعدد الأوجه لقد كنا نبحث عن هذا ، ووجدناه”.رومينغيه الخبيرالذي يجيد القراءة بين السطور يعي قدرات الإيطالي ،و يعرف أنه الخيار المثالي لقيادة العملاق البافاري لمواصلة رحلة النجاح المحلية ،وقيادة زحف الكتيبة الحمراء لحمل كأس دوري أبطال أوروبا التي حققها مرتين مع إي سي ميلان و مرة مع ريال مدريد.
وفي ظل التطورات الأخيرة التي حصلت حالياً داخل أسوار القلعة الحمراء، والتعاقدات التي أجراها الفريق سيكتسي بايرن ميونخ حلة جديدة تنتظرها الجماهير تتمثل في النواحي التالية.
– إحداث التغيير وترك بصمة :
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
قدم بايرن على تغيير كبير بالتعاقد مع أنشيلوتي لخلافة بيب غوارديولا كمدرب للفريق بعد ثلاث سنوات أمضاها الإسباني في بافاريا أحدث فيها تغييراً جذرياً على أسلوب لعب النادي. أنشيلوتي مدرب تقليدي لا يؤمن بهدم المعبد على رؤوس الجميع، يفضل في أغلب الأوقات البناء على أسلوب اللعب وليس تغييره كلياً بل التكيف معه.
نهج الإيطالي البراغماتي في التكيف والحفاظ على الأسس أثبت نجاحه مع أنشيلوتي الذي تنظر منه جماهير البايرن قيادة التغيير بأقل خسائر ممكنة بعيداً عن ضجيج الصحافة ،فأنشيلوتي لا يحب التصريحات النارية ،لا يدخل في سجلات إعلامية وهو من شأنه أن يجعل التغيير سهلاً وهادئاً رغم بعض الصعوبات في البداية.
بعد أداء متميز قدمه البرتغالي الشاب في يورو 2016 أثبت البافاري أن ملايينه لم تذهب سدى،فسانشيز سجل أسمه بأحرف من ذهب في تاريخ البطولة كأصغرلاعب يشارك أساسياً في تاريخ نهائيات البطولة ،وأختير كأفضل لاعب ناشئ في البطولة التي توج منتخب بلاده بلقبها سيكون إضافة كبيرة لخط وسط الفريق البافاري متميز من حيث القوة البدنية،السرعة ، المهارات الفنية والتكتيكية والأداء داخل الملعب،وفي بايرن ميونخ سيكون لديه مدرب رائع يصقل مهاراته التكتيكية ، ومعلمين مخضرمين كأرتورو فيدال و تشابي ألونسومما يوفرله بيئة ممتازة للتطور والإرتقاء بموهبته كما فعل أنشيلوتي سابقاً مع زميله في الفريق كينغسلي كومان عندما دربه في باريس سان جيرمان.
لطالما عانى بايرن ميونخ مع غواديولاعلى الصعيد الدفاعي في ظل تركيزه على الهجوم و الضغط العالي على الخصم ،ومع تدعيم البافاري خطه الخلفي بصخرة الدفاع ماتس هوميلز بالإضافة إلى تواجد جيروم بواتينغ و مانويل نوير في حراسة المرمى أصبح لدى البايرن جدار دفاعي منيع يصعب إختراقه شبهه خبراء الكرة بجدار برلين الذي فصل شطري ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
نوير ، بواتينج و هوملز كلهم في ريعان الشباب ،ظهر تأثيرهم جلياً في كأس العالم 2014و يورو 2016مع المنتخب الألماني ،وسيكون هؤلاء الثلاثة صمام أمان في دفاع الفريق يرعب مهاجمي الخصوم.
إستبدال الحرس القديم بالجديد قد نشاهده مع بايرن هذا الموسم فريناتو سانشيز ليس الشاب الوحيد المتحمس لبداية الدوري الألماني بل يشاطره جوشوا كيميش و كينغسلي كومان الشغف نفسه.
التجديدوالدفع بالعناصر الشابة أمر يحتاجه البايرن حالياً في ظل تقدم معظم لاعبي الفريق بالعمرتشابي ألونسو(34 عاماً)،فرانك ريبيري(33 عاماً)،آريين روبين وفيليب لام (32 عاماً) الذين سيواجهون منافسة حادة لا يريدون خسارتها من قبل اللاعبين الشباب لحجزأماكن في التشكيلة الأساسية للفريق حيث سينافس ريناتو سانشيز تشابي ألونسو وأرتورو فيدال على مركزفي وسط الملعب ،وربما يقبل جوشوا كيميش باللعب في خط الوسط وتعويض فيليب لام في مركز الظهير الأيمن بينما سيكون تركيز كينغسلي كومان على اللعب في مركز الجناح الأيمن وتكوين شراكة مع البرازيلي دوغلاس كوستا قد تقنع أنشيلوتي بالاعتماد عليهما كبديل دائم لثنائية “الروبيري” فبايرن فريق مرصع بالنجوم والحصول على ثقة المدرب يتطلب بذل جهود كبيرة. ومع ازدحام خط الوسط بلاعبين من العيار الثقيل سيكون التنافس شديداً لكن التغيير قادم بلا شك.
في ظل سيطرة شبه مطلقة على الدوري المحلي والكأس تتوجه أنظار جماهير بايرن ميونخ إلى كأس دوري أبطال أوروبا ذات الأذنين التي فشل غوارديولا في جلبها إلى ميونخ عندما هزم في نصف النهائي أمام ثلاثي الدوري الإسباني ريال مدريد،برشلونة وأتلتيكو مدريد على التوالي ،وكانت هزيمته أمام ريال مدريد على يد خليفته أنشيلوتي.
بوصول أنشيلوتي إلى الأليانز آرينا ،والتعاقد مع ريناتو سانشيز ،وماتس هوملز والدعم المادي والمعنوي الكبيرين الذين توفرهما الإدارة ،بالإضافة إلى توافر شريحة شابة من اللاعبين الشباب تبدو كل الظروف متاحة للنجاح على الصعيد الأوروبي الذي بات مطلباً ملحاً لجماهير البايرن التي شبعت من البطولات المحلية إلى حد الثمالة وبات تحقيقها شيئاً عادياً بالنسبة لهم ، كما أن أنشيلوتي بات مطالباً بشدة بحمل كأس الأبطال لمسح خيبة الخروج من نصف دوري الأبطال 3 مرات على التوالي.
تتوفر الظروف المثالية للبايرن للفوز بدوري الأبطال من تشكيلة زاخرة بالنجوم ،إدارة ناجحة ،استقرار مادي ، مدرب محنك واسع الخبرة والحيلة الكروية قادر على خوض غمار التحديات الكبيرة مما يبرر تفاؤل جماهير بايرن ميونخ بالثعلب الإيطالي الذي وبلا شك سيتوجونه ملكاً لى عرش بافاريا في حال فوز بايرن ميونخ بدوري الأبطال.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
