البرازيل وإيطاليا .. عداوة الألقاب التسعة

فريق سبورت 360 23:05 07/04/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لقطة باجيو التاريخية

    الدفاع ضد الهجوم ،الآزوري ضد السيليساو.

    البرازيل ضد إيطاليا كلاسيكو العالم المونديالي بين فريقين من أكثر المنتخبات نجاحاً في عالم المستديرة  بمجموع 9 ألقاب حققها الطرفان في منافسات كأس العالم. خلال أكثر من 75 عاماً كانت مباريات الفريقين من أفضل المواجهات في تاريخ كأس العالم،إيطاليا المعروفة بميولها الدفاعية (الكاتيناتشو) أثبتت أن الدفاع خير وسيلة للهجوم،بينما قدم نجوم السامبا وصلات هجومية أمتعت عشاق الكرة في جميع أنحاء العالم.

    يطلق على مواجهة الفريقين بالإيطالية (ديربي ديل موندو) أو ديربي العالم  ،فببساطة لا توجد مواجهة أقوى من مواجهة البرازيل وإيطاليا التي تحولت الى كلاسيكو مونديالي بين مدرستين مختلفتين .إيطاليا مدرسة الدفاع الحديدي التي لطالما أقترن فوزها بكأس العالم بفضائح كروية مدوية،والبرازيل مدرسة الفن والمتعة والمهارات الكروية.

    ربما كانت مواجهة الفريقين التي جمعتهما في مونديال إسبانيا 1982 الأكثر إثارة في تاريخ كرة القدم، فقد هزمت إيطاليا البرازيل 3-2 في لقاء مثير أعتبر الأفضل في تاريخ كأس العالم،وأنهت مسيرة أفضل منتخب في تاريخ البرازيل.

    قال مذيع محطة بي بي سي جون موتسون:”لقد كانت مباراة البرازيل وإيطاليا في ربع نهائي كأس العالم عام 1982 أعظم مباراة علقت عليها”.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    article-2296910-13E42286000005DC-311_634x397

    تحدث الصحفي بادي أنجو المتخصص  في شؤون الكرة الإيطالية عن عداوة الفريقين :”إننا نتحدث عن فريقين حققا معظم ألقاب كاس العالم،وهناك عوامل أخرى أيضاً وليس أقلها المسارات المتباينة التي أتخذها الفريقان لتحقيق نجاحاتهما. البرازيل معروفة بلعبها الحر وعلامتها الكروية الأنيقة المرتبطة بالسامبا،بينما الإيطاليون وفي الوقت نفسه يعرفون بأنهم كبار البراغماتيين في عالم كرة القدم ،فهم مشهورون بأسلوبهم التكتيكي  الدفاعي ،وإرهاق خصومهم.

    المنتخب البرازيلي اليوم مليء بلاعبين صنعوا أسمائهم وسمعتهم  باللعب في أوروبا.لذلك إن لم تكن معركة بين دولتين تختلفان بشكل كبير من حيث الفلسفة الكروية، لماذا تستأثر مواجهات الفريقين باهتمام عشاق كرة القدم في العالم؟.هناك تفسير بسيط وواضح ،فإيطاليا ضد البرازيل ليست مجرد معركة بين ثقافتين مميزتين في عالم الكرة ،بل صدام بين اثنتين من القوى العظمى في عالم اللعبة”.

    بداية العداوة ومراحلها

    نصف نهائي  كأس العالم فرنسا 1938:

    لم يحظ فريق المدرب فيتوريو بوزو المدافع عن لقبه بشعبية كبيرة في فرنسا بسبب التوترات السياسية في أوروبا ذلك الحين وحكم الفاشيين لإيطاليا،المنتخب المتوج بكأس العالم في عام1934 ،وذهبية أولمبياد برلين عام 1936واجه البرازيل في نصف النهائي بقيادة نجمها ليونيداس.

    سجل جينو كولاوسي هدف إيطاليا الأول في الدقيقة 51،و بعد 9 دقائق ضاعف جوسيبي مياتزا النتيجة لصالح إيطاليا من ركلة جزاء، وفي لقطة طريفة سقط سرواله بعدما أنقطع الحزام المطاطي فرفعه بيده اليسرى قبل أن يسدد الكرة في مرمى البرازيل معلناً تقدم بلاده بهدفين مقابل لاشيء. سجل روميو هدف البرازيل الوحيد في وقت متأخر من اللقاء،وتأهلت إيطاليا إلى النهائي لملاقاة المجر التي سحقتها لاحقاً بنتيحة4-2لتحافظ على لقبها ،وتتوج باللقب الثاني على التوالي في تاريخها.

    نهائي كأس العالم 1970:

    italy-brazil-World-Cup-final-1970.

    البرازيل تنتقم و تحتفظ بكأس جول ريميه. جمع نصف النهائي ألمانيا الغربية إلى جانب منتخبات البرازيل -إيطاليا والأورغواي ، جميع الفرق فازت بكأس العالم مرتين سابقاً ما عدا ألمانيا الغربية.

    قصت إيطاليا ألمانيا الغربية ،وتأهلت لمواجهة البرازيل التي هزمت الأورغواي في النهائي.فوز أحدهما كان من شأنه أن يتيح له الاحتفاظ ب«كأس جول ريميه»إلى الأبد.

    أفتتح بيليه التسجيل للبرازيل بعد تخطيه المدافع  تاركيزيو بورغنيتش الذي قال بعد المباراة:”قلت لنفسي قبل المباراة  إنه مخلوق من الجلد والعظام تماماً كأي شخص آخر، لكنني كنت مخطئا”.

    رفضت إيطاليا الاستسلام، وسجلت هدف التعادل عن طريق روبرتو بونينسينغا قبل نهاية الشوط الأول ب 8 دقائق.

    حاول المدرب فيروتشيو فالكاريجي تدارك الوضع لكنه لم يفلح في إيقاف البرازيل التي سجلت الهدف الثاني عن طريق جيرسون في الدقيقة 66،وأتبعه جيرزينيو بهدف آخر بعد 5 دقائق،و قبل نهاية المباراة ب 4 دقائق سجل كارلوس ألبرتو الهدف الرابع للبرازيل لتنتهي المباراة ب 4-1 لصالح البرازيل التي احتفظت بكأس جول ريميه في خزائنها ممّا دفع الفيفا إلى إنشاء كأس بديل.

    كأس العالم إسبانيا1982:

    السجين روسي يقهر البرازيل.

    article-2273504-17596A2A000005DC-117_964x657

    بعد 12 عشر عاماً من الهزيمة في مكسيكو سيتي تلاقى الطرفان مجدداً في برشلونة ،وواجه الآزوري أفضل فريق برازيلي منذ عهد بيليه. قال الإيطالي باولو روسي عن مواجهة الفريقين:”كان فريق البرازيل ذاك أفضل فريق رأيته،هؤلاء اللاعبين يمكنهم اللعب معصوبي الأعين ،ومع ذلك يستطيعون معرفة بعضهم.أما بالنسبة لي فقد شعرت كأني لا زلت أتعلم كرة القدم مجدداً بعد توقف لمدة عامين”.

    خرج باولو روسي من ظلمات السجن ،وأنتقل إلى الأضواء سريعاً ،ورغم بعده عن مستواه إلا أنه أنفجر في وجه البرازيليين ،وبدأ  صناعة مجده في لقاء الآزوري ضد السيليساو.

    كان رتم اللقاء سريعاً ،وفي مصلحة إيطاليا التي افتتحت التسجيل في الدقيقة 4 عن طريق روسي من تمريرة لأنطونيو كابريني،ثم عادل سقراط النتيجة للبرازيل بهدف في مرمى دينوزوف.وقبل نصف ساعة من نهاية المباراة سجل روسي هدفاً آخر بعدما قطع كرة مررها لاعب البرازيل تونينو كيريزو.

    سجل باولو روبرتو فالكاو هدف التعادل للبرازيل في شباك الآزوري قبل نهاية المباراة ب 20 دقيقة،هدف أثار سخط الحارس دينوزوف الذي صب جام غضبه على المدافعين الذين لم يقطعوا الكرة، ولكن بعد 6 دقائق حصلت إيطاليا على ضربة ركنية ،ووصلت كرة ماركو تارديللي إلى روسي الذي أستغل تهاون المدافعين البرازيليين ،وسجل هدف الفوز لبلاده والثالث له في المباراة من مسافة قريبة.

    مع ذلك لم تنته المباراة فقد قاتل البرازيليون بشراسة،وأنقذ دينو زوف مرماه من هدف محقق للبرازيل في آخر دقيقة من عمر اللقاء بعد رأسية قوية لأوسكار الذي كادت كرته  تدخل المرمى فألتقطها بسرعة،وهز أصبعه بوجه البرازيليين للدلالة على أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى.

    إنتهى اللقاء 3-2 لمصلحة إيطاليا ،خسارة كانت جرحاً عميقاً وندبة لا تندمل في ذاكرة البرازيليين ،قال باولو روسي :”ذهبت في عطلة إلى البرازيل بعد سنوات قليلة ،تعرف علي سائق سيارة أجرة وطلب مني بلطف النزول من السيارة بسبب خيبة الأمل الكبيرة التي سببتها لبلاده.

    bracamp94

    نهائي كأس العالم الولايات المتحدة1994:

    كان لقاء الفريقين تاريخياً من كل النواحي ،فالفائز سيكون أول فريق  يحقق بطولة العالم 4 مرات في مواجهة خاصة بين نجمي الفريقين الإيطالي روبرتو باجيو ،والبرازيلي روماريو برصيد 5 أهداف لكل منهما.

    إفتقدت إيطاليا جهود أليساندرو كوستا كورتا بسبب الإيقاف ،بينما عاد فرانكو باريزي إلى صفوف المنتخب بعد عملية جراحية.

    لعبت المباراة في جو حار،ورغم خطورة البرازيل إلا أنها لم تتمكن من اختراق الجدار الدفاعي الإيطالي الصلب بقيادة باريزي،و لم يتمكن باجيو من تسجيل الهدف الحاسم للآزوري الذي قبل حارس مرماه جان لوكا باليوكا العارضة بعدما إرتطمت بها كرة البرازيلي سانتوس.

    للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم يحسم اللقب بضربات الجزاء الترجيحية ،وكان باريزي أول المسددين لكنه لعب الكرة فوق المرمى،ثم تصدى باليوكا لركلة سانتوس.

    سجل ديميتريو ألبرتيني و ألبريجو إيفاني لإيطاليا،وروماريو وبرانكو للبرازيل ، ثم تصدى حارس البرازيل تافاريل لركلة دانييلي ماسارو قبل أن تتقدم البرازيل عن طريق دونغا. وكانت اللقطة الأشهر في المباراة إضاعة روبرتو باجيو ركلة الجزاء بعدما لعب الكرة فوق المرمى لتتوج البرازيل بكأس العالم.

    maxresdefault

    صرح باجيو لاحقاً:”إنه جرح لن يندمل أبداً،لم يحصل أبداً أن لعبت ركلة جزاء فوق العارضة،لقد أردت في تلك اللحظة أن أحفر حفرة كبيرة وأختبئ داخلها”.

    رغم التباين الكبير في أسلوب الفريقين، إلا أنهما يعتبران من أعظم وأفضل مدارس الكرة العالمية دائماً وأبداً فالبرازيل وإيطاليا تمثلان عراقة وأصالة كرة القدم.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة