رافائيل دي زيو مرعب الملاعب الارجنتينية

فريق سبورت 360 17:42 08/02/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رافائيل دي زيو

    رافائيل دي زيو أو كما يطلق عليه أتباعه “رافا” هو مؤسس الحقبة الذهبية لمشجعي بوكا جونيورز،والرجل الحديدي الذي ستذكره جماهير البوكا كأفضل زعيم في تاريخها فمجرد ذكر أسمه كاف لدب الذعر في قلوب مشجعي الفرق الأخرى الذين ترتعد فرائصهم خوفاً من مواجهته،لا يجرؤ أحد على ذكر أسمه بصوت عال أو حتى انتقاده

    يعتبر معبوداً لجماهير البوكا و لاعبيه يهرعون لالتقاط الصور معه، و الحصول على توقيعه.فهو يتميز بصرامة وشخصية مميزة كما ينظر إليه  باعتباره القائد القوي القادر على حماية أتباعه وناديه. تهتم به وسائل الإعلام و الصحف فتقدمه كأحد الشخصيات الإجتماعية البارزة مستفيدة من شعبيته الجارفة ،فلا يكاد يوجد شخص في بوينس آيريس لم يطلب توقيعه أو يلتقط صورة معه.وعندما ظهرلأول مرة في بومبونيرا بعد إطلاق سراحه من السجن، إحتفلت الصحافة الأرجنتينية به بطريقة مشابهة لزيارة دييغو أرماندو مارادونا.كما زار إيطاليا واحتفت به الصحف الإيطالية.

      في التقرير التالي نلقي الضوء على حياة الرجل الذي يعتبر التجسيد الحقيقي للمافيا المتحكمة بكرة القدم في بلاد التانغو.

    ولد رافائيل في بوينس آيريس لأب إيطالي وأم إسبانيةعام 1962،وهو رجل محنك مطلع على القوانين يجيد الإلتفاف عليها والمراوغة، يعرف عن كثب تعقيدات السياسة بحكم عمله سابقاً كموظف في الحكومة. فحسب تقرير نشره أحد المواقع المحلية الأرجنتينية حذف لاحقاً ونسب لوزارة الداخلية  فإن رافائيل و شقيقه فرناندو تاجر المخدرات الملقب ب “الدب” يتلقيان رواتباً كموظفين في مجلس مدينة بوينس آيريس برئاسة ماوريسيو ماكري رئيس بلدية بوينس آيريس ونادي بوكا جونيورز الذي إنتخب رئيساً للبلاد.

    حظي دي زيو بمكانة مميزة لدى ماكري فقد كان يقدم له تذاكر لحضور المباريات هو وأتباعه،وتولى بنفسه حجز فندق فاخر له قبل نهائي ليبرتادوريس الذي جمع بوكا جونيورز و سانتوس البرازيلي.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    • بزوغ نجمه:

    أنضم دي زيو الطامع بالزعامة  إلى “لا دوسي “أو اللاعب الإثنا عشر في 1979 ،وفي عام 1999 رفضت المحكمة العليا استئنافا تقدم به محاموه لإعادة النظر في الحكم بسجنه لإدانته بالهجوم على مشجعي نادي تشاكاريتا بعد مباراة ودية ضد بوكا جونيورز،فسجن لمدة 56 يوماً أطلق سراحه بعدها رغم أن الكاميرات أظهرته وهو يعتدي بالضرب على أثنين من المشجعين.وبعد عدة أشهر تورط في إطلاق نار بين مجموعتين متنافستين من مشجعي البوكا أسفر عن مقتل المشجع ميغييل سيدرون.كما توعد   زعيم(الحرس الإمبراطوري) باراس بارافاس نادي  تشاكاريتا(بيروتا)أعتى زعماء العصابات في ذلك الوقت بالإنتقام بعدما هزم مشجعو بوكا جونيورز على يديه  سابقاً وقتله كاسراً بذلك شوكة جماعته التي كانت تعتبرأقوى عصابات الملاعب .سجن رافا وزاره كثير من لاعبي بوكا جونيورز كمارتن باليرمو و رودريغو بالاسيو.

    قال رافا بعد خروجه من السجن :”لقد سجنت ولكن ذلك لم يكن بسبب سرقة ،بل للدفاع عن بوكا جونيورز”.

    في 2002 قاد هو وشقيقه رافائيل معركة عنيفة ضد مشجعي ريفر بليت بقيادة أدريان و آلان شلينكر في البومبونيرا،لم تتدخل الشرطة خلال المواجهات و أستخدم الطرفان جميع أنواع الأسلحة من المسدسات ،السكاكين والعصي.

    قتل مشجع ريفر بليت الملقب ب”التورسو” بعدما ألقي به من المدرجات على يد مشجعي البوكا الغاضبين،وحقق دي زيو إنتصاراً كاسحاً على خصومه أرهب به الجميع رغم قلة عدد مناصريه.

    وحشيته وبطشه بخصومه دفعته إلى تبوأ الصدارة  فقد أثارت إعجاب خوسيه باريتا”الجد” زعيم “لادوسي” الذي قربه منه وجعله ساعده الأيمن.

    أسس باريتا ودي زيو جمعية”اللاعب الإثنى عشر الخيرية” واستخدماها وسيلة لجمع الأموال لتغطية تكاليف السفر ، التذاكر و حتى النفقات اليومية لجماعة “لا دوسي”.

    في 1994 ألقي القبض على باريتا بتهمة قتل إثنين من مشجعي ريفر بليت، وحكم عليه بالسجن مع عدد من كبار قادة “لادوسي”.

    توفي باريتا لاحقاً، ولا تزال الجماهير تهتف باسمه في البومبونيرا،وأنتخب رافا زعيماً بعدما عصفت الخلافات ب”لا دوسي”وكادت تؤدي إلى انفراط عقد الجماعة.

    • صلاته السياسية:
    رافائيل دي زيو مع انصاره

    رافائيل دي زيو مع انصاره

    بالرغم من جرائمه الكثيرة وحمله للسلاح علناً، ألا أنه يتمتع بحصانة لا يجرؤ أحد على مواجهته،  يصعب إيجاد أدلة ضده. يتقاضى 150 دولاراً من كل سائح يرغب بحضور مباراة في ملعب البومبونيرا ،يبيع المخدرات في الشوارع . يعلم جميع رجال الشرطة بذلك ولكن لا أحد يفعل شيئا رغم اتهامات الصحف لهم بحمايته وغض الطرف عن أعماله غير الشرعية  بأوامر من رؤسائهم .أمر  نفاه رئيس الشرطة الأرجنتينية الاتحادية بشدة بعد تساؤلات وجهها أحد الصحفيين  لقوات الأمن حول ظهور شخص فار من وجه العدالة علناً،  وإدلائه بتصريحات للصحف وعدم اعتقاله ما لم يكن يحظى بحماية السياسيين وأصحاب النفوذ ما  يضعه فوق القانون.

    كما أن أنصاره يتمتعون بقوة وتأثير ويمكنهم هز أركان الدولة من خلال أعمال الشغب ،الاشتباكات مع الشرطة وجرائم القتل .فهم يهتفون باسمه ،يضعون صوره على اللوحات في الملاعب ،و يتجمعون لمساندته خارج المحاكم،كما ذكرت تقارير الشرطة أن أكثر من 900 مشجع لبوكا جونيورز يطيعونه طاعة عمياء و ينفذون أوامره بدون اعتراض حتى لو شملت قتل أو تصفية خصومه.

    نفوذه وقوة تاثيره جعلا الصحف العالمية تشبهه برجل المافيا الشهير “آل كابوني”،فهو الرجل الذي لا يمكن لأحد المساس به، حتى الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيتشينرالتي ذكرت صحيفة التريبيون أنها طلبت إخلاء سبيله بعد 3 سنوات أمضاها في سجن إيزيزا الفدرالي المشدد الحراسة..

    قرار قد يكون مبرره الخوف من إنتقام أتباعه أو لدوافع سياسية.فالباراس بارافاس قوة سياسية فاعلة و مؤثرة في الإنتخابات وكسب أصواتهم وودهم أمر هام لنجاح أي حزب في الإنتخابات.

    إستضاف حزب الشباب البيروني رافائيل دي زيوأثناء  حملته الانتخابية، وحضر إجتماعاته.كماعمل بجد في الحملة الإنتخابية للرئيسة كريستينا كيرشنر، حتى أنه حضر فعاليات الحزب الحاكم.وكرس أتباعه أنفسهم للتصويت.ويقال أنه إبتز الحزب الحاكم مقابل الحصول على الدعم في الإنتخابات.

    يقول الصحفي غوستافو غاربيا المحرر في مجلة أوليه الرياضية:”إذا تفاخر دي زيو بأنه يعرف أرقام الاشخاص المهمين في الدولة، فهو يقول الحقيقة لقد رأيت مفكرته بأم عيني هذا الرجل متنفذ ومن الصعب إيقاع عقوبة عليه”.

    • صراعه مع ماورو مارتن:
    دي زيو

    دي زيو

    رغم سجنه مرات عديدة لم تتأثر صورة دي زيو كرمز في بوكا جونيورز، لكن التصدعات كادت أن تسقط قلعة “لادوسي ” بعد الإنشقاقات الداخلية و التنازع على خلافته، وكان أقوى المرشحين لخلافته هو الرجل الثاني في المجموعة ماورو مارتن الذي كان يرى نفسه الأجدر بخلافة القائد السجين.

    أرادمارتن الإنفراد بزعامة “لادوسي “وسانده في ذلك كثير من أتباعه ،لكن دي زيو لم يستسغ ذلك فبعد خروجه من السجن في أكتوبر 2011 توجه بصحبة عدد كبير من أتباعه وكان بعضهم ملثمين إلى البومبونيرا لحضور مباراة بوكا جونيورز و أتلتيكو رافائيلا ،تجمع أنصار دي زيو حوله في المدرجات و هتفوا “لقد عاد رافا،الموت للخونة”.

    أشار دي زيو و عصابته إلى ماورو مارتن وهدده بقطع عنقه ،فرد عليه مارتن بنفس الحركة.وقال له “أنه يتمنى غرس سكين في عنقه”.

    لقطات التقطتها عدسات وسائل الإعلام ،وأثارت قلق الشرطة التي خشيت من انفجار العنف فدقت ناقوس الخطر تخوفاً من حرب داخلية بين فصائل الباراس بارافاس المتناحرة.

    منع كلا الرجلين من دخول ملعب بوكا جونيورز لحضور مباراة الفريق التالية  مع فيليز سارسفيلد، ولكن معظمهم يعتقد أن هذا كان مجرد تأخير للصدام الحتمي للسيطرة على “لا دوسي”.

    أعتقل ماورو مارتن بعد خروجه من المستشفى، ووجهت له تهمة قتل أحد المشجعين لاحقاً،وتحدثت تقارير صحفية عن وساطات لإنهاء  الصراع الداخلي داخل “لادوسي”،وأن دي زيو و مارتن إتفقا على إعادة المياه الى مجاريها.

    خرج من صفوف بوكا جونيورز أساطير مثلوا الأرجنتين كمارادونا وتيفيز ،ولن يكون دي زيو أقل مكانة وتأثيرا منهم ، فقد ترك بصمته في تاريخ الفريق وتعتبره جماهير البوكا ملاكاً ورجلاً قل نظيره.بينما تعتبره الشرطة مجرماً خارجاً عن السيطرة وكابوساً تتمنى الخلاص منه.
    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة

    أقسام متعلقة