تمكن الأسطورة الحية، الفرنسي زين الدين زيدان من إحداث طفرة واضحة في نتائج ريال مدريد الإسباني عقب توليه المسئولية الفنية لفريق العاصمة الإسبانية منتصف الموسم الماضي خلفاً للإسباني رافاييل بينيتيز.

ففي موسمه الأول، نجح نجم الميرينجي ويوفنتوس السابق في تحقيق لقب الحادية عشرة لللوس بلانكوس في دوري أبطال أوروبا، ونافس مع برشلونة على لقب الليجا حتى الجولة الأخيرة.

ليس هذا فحسب، بل استطاع ريال زيدان تحقيق مسيرة 40 مباراة متواصلة دون هزيمة، وكان الملكي قريباً جداً من معادلة الرقم القياسي فيما يتعلق بسلسلة اللا هزيمة في الدوريات الخمسة الكبرى.

ومع عدم قناعة الكثيرين بمردود ريال مدريد مع “زيزو” رغم النتائج المذهلة، انتشر مصطلح “زيدان المحظوظ” وسط الكثيرين، ليس فقط من جانب أنصار الغريم التقليدي، البرسا، ولكن حتى من عشاق الريال أنفسهم.

نحن الآن بصدد مناقشة هذا المصطلح الذي فيه إجحاف كبير بما فعله زيدان مع الفريق الأبيض منذ توليه تدريب الفريق.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

الحظ -أعزائي القراء- هو حدوث أشياء تصب في مصلحتك دون أي عمل أو ترتيب منك، مثل أن يسدد خصمك كرة في القائم أو العارضة .. هل أعددت شيئاً أو قمت بأي عمل من أجل أن يحدث ذلك؟ بالطبع لا !.

هذا ليس هو الحال فيما يتعلق بمسيرة زيدان الإيجابية حتى الآن مع الميرينجي. بطل المونديال مع الديوك 1998 قام بعمل كبير يجب أن نسلط عليه الضوء لنخرج باستنتاج مهم في النهاية بأن ما حدث لريال مدريد مع زيزو هو توفيق وليس حظاً !.

التوفيق -بمعناه العام- هو أن تقوم بعمل ما أو ترتيب من أجل الحصول على نتيجة معينة، فتنجح بالفعل في بلوغ مرادك.

هذا هو الحال بالنسبة لصاحب البالون دور 1998. زيدان أدرك قيمة عناصر ريال مدريد وأنهم يملكون قدرات وإمكانيات كبيرة للغاية وهم يُعَدُّون ضمن الأفضل في مراكزهم على مستوى العالم .. كل ما ينقصهم هو الهدوء والاستقرار والتحرر من أجل إخراج كل ما لديهم.

هذا بالضبط ما فعله زيدان .. مدرب الكاتسيا السابق نجح في تحرير لاعبيه من كل الضغوط وفتح لهم المجال لإبراز أفضل ما في جعبتهم، ولم يسمح لأي مشاكل طارئة أن تؤثر على استقرار غرفة الملابس، فكانت النتيجة ما شاهدناه.

ولأن الثقة تُبنى مباراة بعد مباراة، فمع كل فوز لللوس بلانكوس، تصاعدت الثقة لدى اللاعبين وصاروا يلعبون بثقة أكبر في الانتصار وهو ما دفعهم للقتال دائماً حتى الثواني الأخيرة، ولأن الكرة تعطي من يعطيها، فكان ما كان من سلسلة الـ 40 مباراة !.

عمل آخر رائع لابد من التركيز عليه هو أن زيدان حرر ريال مدريد تماماً من الاعتمادية على لاعب بعينه، فلم يعد فريق ملعب البيرنابيو يعول على لاعب أو حتى مجموعة لاعبين بعينهم، فغاب نجم الفريق الأول “رونالدو”، وغاب البي بي سي مجتمعين، وغاب مهندس الوسط ورمانة الميزان “مودريتش”، وغاب القائد وروح الفريق “راموس”، ورغم ذلك، فاز ريال مدريد .. هذه الجماعية وإعلاء قيمة المجموعة والفريق فوق كل عنصر بمفرده كان لها دور فعال ورئيسي في مسيرة نجاحات ريال زيدان.

في ضوء ما سبق، يتبين لنا أن زيدان ليس محظوظاً بالمعنى الذي يقلل من قيمته وقيمة ما قام به في النادي الملكي .. ربما كان محظوظاً في بعض التفاصيل مثل بعض الأخطاء التحكيمية التي صبت في مصلحته –على اعتبار أن هذه الأخطاء غير مقصودة-، أما في المجمل فصاحب الـ 44 عاماً “مُوَفق”، والتوفيق لا يذهب إلا لمن يستحق.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة