إيطاليات 360 …الخط المتعرج من الثور الكبير

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جيامبيرو فينتورا مدرب منتخب إيطاليا

    تلقت إيطاليا بالأمس ضربة قوية للغاية أمام العملاق الاسباني حيث خسرت على أرضية البيرنابيو بثلاثية بيضاء بعد لقاء تسيده أصحاب الأرض بالطول العرض متلاعبين بخصومهم بطريقة تكاد تكون مذلّة . الإيطاليون بالأمس قدموا أسوأ أداء لهم منذ لقاء كوستاريكا وبدوا بلا حول ولا قوة أمام الاسبان ، وبطبيعة الحال كان لخيارات مدربهم جيان بيرو فنتورا التكتيكية الدور الأبرز حيث لعب بخطة هجومية بحتة وهي 4-2-4  أمام أحد أقوى فرق أوروبا هجومياً فكان أن فرغ الوسط للاعبين من طينة إيسكو وأسينسيو وسيلفا فتحكموا باللعبة كيفما أرادوا وكانت النتيجة الكارثية.

    منذ العام 2006 وتحديداً بعد رفعها لكأس العالم وإيطاليا تعاني من العديد من المشاكل سواء على الصعيد الفني او الاقتصادي . فالجيل الذهبي قدم كل ما عنده والمواهب باتت شحيحة والأزمة الاقتصادية بدأت تضرب أطنابها وبلغت ذروتها بين عامي 2012 و 2015 .يضاف لها طبعاً قضية الكالشيو بولي والفضائح التي تلتها و التي هزّت أركان الكرة الإيطالية وأخلّت ببنيانها عبر إسقاط اليوفنتوس للدرجة الثانية  الذي احتاج سبعة أعوام ليعود ثانية بقوة أكبر . ووقتها كانت كل الأندية تعاني مادياً وفنياً فكان أن تسيد وبقي لوحده على الساحة مما أضر بالكرة الإيطالية عموماً.

    لكن في كل الفترات السيئة كانت هناك فترات مضيئة تعيد التذكير بإيطاليا وإرثها التاريخي والتكتيكي على حد سواء  ، ويعود ذلك  وذكاء مدربيها وحنكتهم حيث  كانوا يتجاوزون كل الصعوبات عبر ابتكار  أساليب تكتيكية وفنية تغطي النواقص على الصعيد الاقتصادي أو الفني وتحديداً ما ولّده نقص المواهب واللاعبين الجاهزين . فانتقل برانديلي لخطة 4-3-3 معتمداً المهاجم الوهمي وجنس عدداً من اللاعبين ذوي الأصول الإيطالية وقدم كرة هجومية غير متوقعة فوصل لنهائي يورو 2012 . اما كونتي فعانى ما عاناه مع المنتخب من عدم التزام الأندية بكلمتها في تحرير اللاعبين خارج التوقيت الدولي وفقر المواهب الذي لم يكن له حل وقتها . فعمل على ترسيخ منهج واختار اللاعبين على أساسه وليس العكس فكان الأداء الرائع في يورو 2016 وخرج بصعوبة أمام الألمان الأقوياء  في ربع النهائي رغم الصعوبات التي عاناها على مستوى خط الوسط الذي كان غائباً بشكل كامل.

    ما تقدم يؤكد بشكل كبير ان المدرب هو العنصر الاهم في الكرة الإيطالية وفي الممنتخبات تحديداً ،والتاريخ يقطع الشك باليقين. فمنتخب 2006 الذي أحرز كأس العالم مع ليبي هو في معظم عناصره نفس المنتخب الذي كان مع تراباتوني وفشل في تحقيق أي شيء في مونديال 2002 و يورو 2004 . والفشل الذي لحق بليبي في فترته الثانية وبدونادوني قبله جاء كونهما اتخذا قرار الاعتماد  على نفس المجموعة من  اللاعبين التي حققت كل شيء عام 2006 دون تجديد يذكر. أما برانديلي ففشل في مونديال العام 2014 بعد نجاح يورو 2012 لتردده التكتيكي فلم يلعب مهاجماً كما لعب قبلاً ولا قدم كرة دفاعية صحيحة فيما بعد فكان الخروج . وبناء على كل ذلك فإن العنصر الاهم في نجاح منتخب إيطاليا الحالي وتقديمه لأداء قوي لا يعود في المقام الاول للاعبين وموهبتهم بل للمدرب وحسن إدارته للأمور. فإما ان ينجح ويحترك الكرة الإيطالية وجيناتها  فيقدم  أداء مميزاً أساسه التوازن بين الثورية والتقليدية  وإما أن يغلب الشيء على الشيء فيفشل وهو ما حدث مع فنتورا في مباراة اسبانيا .

    بالمحصلة إيطاليا بمدرب متمكن قادرة دوماً على تقديم أداء مميز ، وبوجود المواهب الكبرى تستطيع الوصول إلى منصات التتويج كما حدث مع ليبي عام 2006 . أما من دون المدرب المطلوب فهي لن تنجح في بلوغ أي مكان مهما امتلكت من لاعبين، وبالتالي فإن فينتورا هو مربط الفرس حالياً وهو أساس الفوز أو الخسارة، فإما أن يتوازن بين الثورية والتجديد ويحترم كرة القدم الإيطالية وجيناتها أو يستمر في خطه الحالي الاندفاعي الذي لن يوصله إلا إلى الهاويةووقتها لن يحزن أحد على عدم وصول (تاريخي) لنهائيات كأس العالم بل سيعتبرونه ثمناً معقولاً لرحيله عن المنتخب ، والكرة في ملعبه وملعب اتحاد الكرة الإيطالي الذي كافأ مدربه  بالتجديد بطريقة غريبة حتى قبل أن يضمن التأهلوهو ما قد يجعلنا نفهم  المثل العربي الشهير الذي يصف تماماً اهتزاز قيادة السرب والقائل..الخط  المتعرج من الثورالكبير.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    لمتابعة الكاتب على الفيسبوك وتويتر :

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة