كرة القدم اللاتينية كنز بارونات المخدرات الثمين

14:58 24/01/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 محمد السعدي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    تعتبر كرة القدم منذ فترة طويلة قوة اجتماعية فاعلة  في أمريكا اللاتينية ، عندما تلعب المباريات يتسمر الجميع أمام الشاشات و تمتلئ مدرجات الملاعب، لكن ” اللعبة الجميلة ”  أصبحت محط أنظار عتاة المجرمين  إما انطلاقا من الرغبة بالسيطرة ،أو  باعتبارها واجهة  لغسيل الأموال بصورة غير مشروعة و لمجرد الحصول على ربح مادي سهل  ، كرة القدم للمحترفين اجتذبت أيضاً بعض كبار تجار المخدرات سيئي السمعة  ، اللذين أفسدوها وعاثوا فيها فساداً بعد أن حولوها مرتعاً لأعمالهم غير القانونية من مراهنات و غسيل أموال.

  • في التقرير التالي نستعرض ما يحدث عندما يتحكم بارونات و أباطرة المخدرات بكرة القدم في دول أمريكا الجنوبية.
  • تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    بابلو إسكوبار عاشق أتلتيكو ناسيونال:

    كان بارون المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار مغرماً  بكرة القدم،والمساهم الرئيسي في فريق مدينة ميدلين أتلتيكو ناسيونال. كان ذلك تجارة بالنسبة له أكثر من إظهار الدعم لفريقه المفضل فمبيعات التذاكر ،عقود اللاعبين و حقوق البث التلفزيوني  وفرت طريقة سهلة لإمبراطوريته الإجرامية لغسيل بعض من أرباحها المالية الطائلة.

    كشف مدير الفريق السابق فرانشيكو ماتورانا في فلم وثائقي أن “تدفق الأموال أسهم بشكل ملحوظ في تحسين صورة الفريق ،فوصول المال  ساعد على دفع رواتب جيدة للاعبين و جلب المحترفين و بذلك تحسنت كرة القدم في النادي“.

    حقق أتلتيكو ناسيونال بفضل كتيبة من النجوم في حقبة إسكوبار إنجازاً عظيماً لم يحققه أي فريق كولومبي من قبل بفوزه بكأس ليبرتادوريس في عام 1989وهي  أرقى و أرفع بطولات كرة القدم في أمريكا الجنوبية ،ويقال أن إسكوبار مهد لفوزالفريق بنفوذه و تهديداته ،فقد كان رجل العصابات الأقوى في كولومبيا و أمريكا الجنوبية.

    أردي اسكوبار بالرصاص في 1993ودفن بعلم الفريق الذي أفتقد أحد أبرز مموليه بعد وفاته.

    تجار المخدرات يمتلكون الأندية:

    في عام 1983أصدر وزير العدل الكولومبي آنذاك  رودريغو لارا بونيلا قائمة ضمت ستة فرق لكرة القدم في البلاد وصفت بأنها  “تابعة لأفراد مرتبطين بالإتجار بالمخدرات “. و برز في القائمة نادي أميريكا دي كالي فريق محترف مقره في جنوب غرب مدينة كالي، مملوك من قبل الأخوين ميجيل و جيلبرتو رودريغيز أوريخويلا  زعماء “كارتيل كالي” عصابة سيطرت على تهريب المخدرات في المدينة.

    عندما سجل النجم أنطوني دي أفيلا هدف الفوز في مباراة 1997الذي أهل كولومبيا إلى كاس العالم قال في مقابلة لاحقة :”أهدي الهدف للمحرومين من حريتهم خصوصاً ميغيل و جيلبرتو رودريغيز“.

    بعد تفكيك “كارتل كالي ” في أواخر التسعينات لا تزال هناك أدلة توحي بأن فريق أميريكا دي كالي لا يزال يتلقى التمويل من شبكات تجارة الممنوعات .أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات عام 1999 وجمدت أرصدته  في البنوك الأمريكية بسبب ارتباطه بالأخوين أوريخويلا مع ذلك يعتقد ان الفريق حافظ على علاقاته المشبوهة لبعض الوقت ،وأرتبط بمنظمات شبه عسكرية في عام 2007بعد تفكيك “كارتل كالي ” في أواخر التسعينات لا تزال هناك أدلة توحي بأن فريق أميريكا دي كالي لا يزال يتلقى التمويل من شبكات تجارة الممنوعات وأدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات عام 1999 وجمدت أرصدته  في البنوك الأمريكية بسبب إرتباطه بالأخوين أوريخويلا.

    مع ذلك يعتقد ان الفريق حافظ على علاقاته المشبوهة لبعض الوقت ،وأرتبط بمنظمات شبه عسكرية في 2007 ورفعت العقوبات عن أميريكا دي كالي في2013 وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بياناً جاء فيه “بذلت الحكومة الكولومبية و الفريق جهوداً جبارة للابتعاد تماماً عن النشاطات الإجرامية التي ألقت بظلالها على الفريق“.

    ملاك الأندية يصبحون تجار مخدرات:

    في يناير 2014 اعتقلت الشرطة المكسيكية تيرسو مارتينيز سانشيزالملقب ب”الفوتبوليستا” أو لاعب كرة القدم. كان مارتينيز خلال مسيرته الجنائية مالك نادي كويريتارو لكرة القدم ،ويشتبه بسيطرته على ناديين آخرين(إيرابواتو و سيليا)عن طريق طرف ثالث،وفي الوقت نفسه كان يتعامل مع بعض كبار زعماء العصابات  “الكارتيل ” في المكسيك كامادو كاريللو فوينتيس و آرتورو بليتران ليفا.   بالإضافة إلى كونه رئيسا  لمنظمة رئيسية لتهريب المخدرات مطلوباً للعدالة  لإرسال أكثر من 70 طنا من الكوكايين الكولومبي عبر الحدود بين عامي 2000 و 2003 ، يعتقد أن  سانشيز قد أتخذ من صفقات اللاعبين غطاءاً لغسيل الأموال بالشراكة مع بعض رجال الأعمال الأثرياء.

    خورخي ميسي و تهمة غسيل الأموال :

    في ديسمبر 2013ذكرت تقارير صحيفة الموندو الإسبانية أن خورخي ميسي والد ووكيل النجم  الأرجنتيني ليونيل ميسي ، خضع للتحقيق بتهمة غسيل أموال المخدرات في كولومبيا.

    وجهت تهم لوالد ميسي بخصوص دوره الرئيسي في بيع تذاكر جولة ميسي الخيرية في عدد من المدن الكولومبية لجمع المال لصالح بعض المؤسسات الخيرية التي أدعت لاحقاً أنها لم تتلق أي تبرعات من الجولة..

    ذكرت التقارير أن خورخي ميسي كان مشتبهاً به بالضلوع  في عمليات غسيل أموال و إحتيال لصالح عصابات “الكارتيل” من خلال بيع تذاكر وهمية مقابل الحصول على 10 بالمئة من الأرباح، في حين تصدرالخبر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم ،أوضحت الشرطة الإسبانية  لاحقاً أن ليونيل ميسي لم تكن له علاقة مباشرة بالتحقيق.

    عصابات الباراس بارافاس الأرجنتينية:

    مشجعون متشددون سبقتهم سمعتهم السيئة إلى جميع أنحاء العالم من خلال التحريض على العنف وإثارة الاضطرابات. رسمياً هم مجموعات منظمة من المشجعين المخلصين الذين يشجعون فرقهم باستمرار ،لكن في الحقيقة توجد بينهم الكثير من العوامل المشتركة مع العصابات الأكثر عنفاً في أمريكا الجنوبية كتجارة المخدرات والأسلحة.

    يمتلك زعمائهم الكثير من الشركات و المنازل الفاخرة ،يتجولون بسيارات باهظة الثمن ويتمتعون بنفوذ داخل كل مؤسسات الدولة يعيق ملاحقتهم قضائياً رغم نشاطاتهم و تهديداتهم العلنية و الوقحة فعلى سبيل المثال تلقى رئيس الشرطة الإتحادية الأرجنتينية تهديداً بالقتل يعتقد أنه أرسل من قبل إحدى مافيات الكرة المحلية ،وفي حادثة أخرى هدد زعيم “لا دوسي” ألتراس بوكا جونيورز رافائيل دي زيو  أحد خصومه بقطع عنقه من مدرجات ملعب “البومبونيرا“.

    كرة القدم  تصنع السلام في كولومبيا:

    في بلد مزقته الحروب الأهلية والمخدرات  يعتبر الانخراط في عالم كرة القدم بالنسبة لبعض المنظمات فرصة ذهبية للدعاية وممارسة نشاطات العلاقات العامة لتحسين صورتها ،وهذا هو الحال مع” القوات المسلحة الثورية الكولومبية” أكبر منظمة مناوئة للحكومة التي تتفاوض حالياً مع الحكومة للوصول إلى اتفاقية سلام تنهي الحرب بين الطرفين.

    في أواخر نوفمبر تشرين الثاني عام 2013، قدم المتمردون الذين تتهمهم الحكومة بتجارة المخدرات  عرضاً لترتيب مباريات” كرة قدم من أجل السلام “في كوبا و كولومبيا ، وذلك بهدف الحصول على دعم دولي للمحادثات.

    جاء الاقتراح من أسطورة كرة القدم الكولومبية كارلوس فالديراما ، الذي قال في مقابلة مع صحيفة “إل تيمبو”المحلية : “إن كرة القدم  يمكن أن تساعد في تعزيز المصالحة في البلاد”.عرض قبلته القوات المسلحة الثورية الكولومبية، وأصدر كبير مفاوضيها إيفان ماركيزبياناً قال فيه”أن المقاتلين يتدربون و  يستعدون جسدياً و نفسياً للمباريات“.

    دعت المجموعة  المسلحة عدداً من نجوم كرة القدم من ضمنهم دييغو مارادونا  للمشاركة في المباريات.

    الأندية مقرات لإدارة تجارة المخدرات:

    لم تكن “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” أول من أدرك أهمية كرة القدم في العلاقات العامة،فقد أشترى تاجر المخدرات فينسي سالو ألفاريز فريق” ماباشيس دي نويفا إيطاليا” الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الكولومبي وأتخذه مقراً لإدارة أعماله.

    قبل اعتقاله في 2008  كان ألفاريز عضواً في عصابات” كارتيل الخليج” و “عائلة ميشواكانا”  كما يعتقد أنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع منظمة “زيتاس” الإجرامية وفقاً للشرطة المحلية ووزارة الخزانة الأمريكية.

    عندما داهمت الشرطة مكاتب النادي ألقي القبض على عدد من لاعبي الفريق الذين استفادوا من أعمال رئيسهم بشكل غير قانوني،وأظهر تحقيق لصحيفة “لوس أنجلس تايمز” أن  اللاعبين تقاضوا رواتب خيالية،قادوا سيارات فاخرة وحصلوا على ملابس جديدة قبل كل مباراة. أدرجت النيابة العامة فريق “ماباشيس دي نويفا إيطاليا” على قائمة أعمال أعتبرها الإدعاء واجهة لتغطية تجارة المخدرات.

    بالنسبة لبارون مخدرات مثل ألفاريز امتدت حدود إمبراطوريته من كولومبيا إلى أتلانتا في الولايات المتحدة ، كان فريق كرة قدم غير كافٍ لغسل أموال طائلة ،ويعتقد أنه كان يهدف إلى تحسين صورته و الحصول على دعم المجتمع المحلي فقد أنشا مدارس كروية ووزع القمصان و الأحذية على الأطفال بأموال المخدرات.

    لاعبون تحولوا إلى مهربين:

    جعلت الأرباح الطائلة  كرة القدم وسيلة  مفضلة لغسيل الأموال ، وفي بعض الأحيان أصبح بعض اللاعبين مشاركين نشيطين في تجارة المخدرات و تهريبها،فعلى سبيل المثال ألقي القبض على مدافع منتخب المكسيك السابق و نادي نيكاكسا  كارلوس ألفاريز مايا في مطار مكسيكو سيتي الدولي بعد أن عثرت السلطات على  أكثر من مليون دولار نقداً في حقائبه،وعندما سئل عن المال أجاب  ألفاريز بالطريقة  التي يعرفها  كل مهرب “بأنه برىء يخشى  الوشاية وانتقام العصابات،وأن غريباً أقترب منه في موقف سيارات المطار وعرض عليه المال مقابل إيصال الحقيبة“.

    إجرام البارونات يطال اللاعبين:

    قتلت المافيا الكولومبية آندرياس إسكوبار مدافع المنتخب رمياً بالرصاص  بعد خروج منتخب بلاده من كأس العالم 1994 و تسجيله هدفاً في مرمى بلاده بالخطأ لصالح الولايات المتحدة، ذنب لم يغفره  له تجار المخدرات و زعماء عصابات المراهنات فأصدروا حكماً بإعدامه.

    هناك قصص كثيرة عن سقوط لاعبي كرة القدم  في دوامة العنف المرتبط بالمخدرات و عجزهم عن مقاومة بطش  زعماء “الكارتيل”، كانت أكثرها إثارة إصابة البارغوياني سلفادور كاباناس مهاجم نادي  أمريكا المكسيكي  بطلق ناري  في الرأس إحدى حانات العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي عام 2003

    تعافى كاباناس  بأعجوبة رغم عجز الأطباء عن استخراج الرصاصة من جمجمته،ووقع عقداً مع نادي الدرجة الثانية البرازيلي  “تانابي سبورت“.

    في أعقاب الحادث قالت مصادر الشرطة أنها تشتبه بأن الدافع وراء إطلاق النار كان عدم دفع اللاعب ديونه لعصابات المخدرات .ثم ألقت القبض لاحقاً على مطلق النار خوسيه خورخي بالديراس الذي تبين أنه شريك ضابط الشرطة  الفاسد إدغار فالديز فياريال الذي ساعده على الهرب و تضليل السلطات، كما كان زعيم عصابة محلية لتجارة المخدرات.

    عملية”سيكلون” الإعصار:

    لا يغري المال السهل والوفير من تجارة المخدرات  اللاعبين فقط ، بل  يسيل لعاب مسئولين في كرة القدم ، في فبراير 2009  شنت الشرطة الإسبانية حملة مداهمات و تفتيش واسعة عرفت بعملية “الإعصار” ،أعتقل خلالها 11 شخصاً بتهمة إساءة استخدام المنصب و استغلال العلاقات الشخصية لتسهيل أعمال شبكة دولية لتهريب المخدرات تمتد من الأرجنتين إلى أوروبا. تضمنت قائمة الموقوفين أسماء لاعبين سابقين و حاليين بالإضافة إلى العديد من وكلاء الأعمال، قالت السلطات الإسبانية أن الشبكة كانت برئاسة زوران ماتيفيتش وكيل أعمال معتمد من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم و شريكه لاعب نادي هركوليس السابق بيدراغ ستانكوفيتش الذين أتهما لاحقاً بتمويل مباشر لصفقة شراء ما لا يقل عن 600  كيلو غرام من الكوكايين لبيعها في أوروبا.

    تحرك الإتحاد الدولي لكرة القدم”الفيفا”  بسرعة بعد إعتقال ماتيفيتش لإحتواء الموقف و تجنب أي ضرر قد يلحق بسمعته،فقال أنه لم يمنح ترخيصاً لوكلاء اللاعبين منذ 2001 وأن الرخصة تمنح من قبل الاتحادات المحلية فقط .وأضاف في بيان صحفي لاحقاً أنه”يدين بشدة أي أنشطة إجرامية حتى لو ربما كانت مرتبطة بكرة القدم بشكل غير مباشر“.

    منذ أن تزايد نفوذ زعماء العصابات في أمريكا الجنوبية أصبحوا خطراً يهدد كل نواحي الحياة ،ولم تسلم حتى كرة القدم من شرهم ،مع ذلك تبقى الكرة اللاتينية مصدراً للمتعة والإلهام.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة