الأسباب التي أدت لتوهج دورتموند هذا الموسم

( الاختيار المميز) :

تم اختيار توماس لأنه نسخة قريبة من كلوب ويملك نفس الأفكار ، الإيمان بالعمل الجماعي ، و التعامل مع الشباب وخلق توليفة مناسبة، و تحقيق النجاحات بأقل تكاليف مادية ، إضافة إلى أنه مدرب شاب يملك الحماس اللازم للنهضة بالفريق ، كما أنه ألماني و سبق أن درب ماينز فهو يعرف أجواء الكرة الألمانية و المنافسين جيداً ، أي أن توخيل سيكمل المسيرة ولكن بطريقته الخاصة، ربما هذا سهل عليه هذه الانطلاقة القوية جداً.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

مع احترامي لكلوب وعمله الرائع طيلة السنوات الماضية، إلا أنه في الموسمين الأخيرين فشل ، نعم فشل، لا أؤمن بنظريات القداسة والتنزيه، – كلوب صنع فريق بدون أموال لا يجب أن ينتقد- ، كان يملك فريق يمكنه من الحصول على المركز الثاني خلف البايرن والمنافسة حتى الرمق الأخير، ولكنه حصل على المركز السابع بعد منافسة على عدم الهبوط، ولو بحثت عن الأسباب ستجد أن دورتموند أصبح فريق متوقع، له شكل واحد، كل فريق يحفظ طريقة لعبه ومن الممكن أن يتغلب عليه، كلوب في الموسم الأخير أصبح مفلس عديم الحلول.

توخيل أتى وأضاف أهم شيء لدورتموند وهو التنوع،  توخيل ليس له لون ثابت ، و يلعب بأكثر من طريقة مع المحافظة على الشكل الهيكلي للفريق ، توخيل يعد من أنجح المدربين دفاعيا ، لأنه يغير من الدفاع المتقدم و الضغط العالي ، إلى رقابة المنطقة و مزجها مع الرقابة الفردية و بالعكس ، حسب أطوار اللقاء ، إنه يملك مرونة لا تصدق على مستوى الدفاع ، كذلك هجومياً حيث يركز على الأطراف والعمق ، ليس على الأطراف فقط كما كان يفعل كلوب ، أيضا ينوع في الخيارات الهجومية في اللعب على الكرات العرضية أو الاختراق أو  من خلال التسديدات البعيدة.. الخ، كما أنه ينوع بين الأسلوب الدفاعي والهجومي، الاستحواذ و المرتدات.

( تفجير الطاقات)

في الحقيقة أكبر صفقات ملعب السيجنال ايدونا بارك هذا الموسم عودة المستوى القوي لكثير من اللاعبين، على رأسهم مخيتاريان ، اللاعب الذي لم يقدم الكثير للفريق ولكنه يتألق بشكل ملفت هذا الموسم، قدرته على شغل المركز الثاني في الهجوم مع مركز صانع اللعب رقم 10 ،  إضافة إلى انه تحسن بشكل كبير في إنهاء الهجمات و أصبح يسجل الكثير من الأهداف مع صناعته المميزة للعب والفرص.

كاجاوا أيضا الذي شكل انطلاقة قوية في مركز الجناح وفي بعض المرات كلاعب وسط مائل للطرف من خلال طريقة الجوهرة في 4-4-2 الذي انتهجها توماس توخيل هذا الموسم عن طريق تواجد فايجل قاطع الكرات الممتاز مع مخيتريان وكاجاوا ورويس في بعض المرات ، كاجوا أيضا ساهم في تطور الفريق دفاعيا من خلال مساندته الدائمة لشميلزر، كما يفعل مخيتريان أو كاسترو مع بيتشيك.

ولا ننسى التعاقد مع الحارس بوركي والذي يفضله توخيل على فايلندير فيلر، الحارس المتألق الذي يقدم مستويات ممتازة مع فريقه ونجح في الخروج بشباك نظيفة عديد المرات، و أوباميانغ أيضا الذي تحول من مركز الجناح إلى مركز المهاجم الصريح ، مع توخيل أصبح يتحرك بشكل أكبر، صحيح أنه أفتقد ميزته كجناح ولكنه أصبح رائعا في مركز المهاجم الصريح وتطور أداءه بشكل سريع ، وبقية الفريق يتطور شيئا فشيئا.

( التحدي الأكبر)

التحدي الأكبر لن يكون بمنافسة البايرن، لأن البايرن أينما وضعته حالياً عدا اسبانيا سيجعل الدوري دوري ألماني، والتحدي الأكبر لن يكون بالحصول على الدوري الأوروبي ولا الحصول على المركز الثاني في البونسليجا، بل أن التحدي يكمن في استمرارية الفريق بهذا الأداء القوي والنسق التصاعدي، هل الفريق قادر على الاستمرار بهذا الشكل؟ ، أرى أنه من الصعب أن يتم ذلك، لا بد ,و أن تكون هناك تحديات أكبر ، لا زلنا ننتظر بشغف مباراة المارد الأصفر ضد العملاق البافاري حتى نرى دورتموند في اختبار حقيقي كهذا، الفريق سيواجه مشاكل بدنية خصوصا وأنه يلعب في الدوري الأوربي، قد يواجه مشاكل ذهنية أيضا، مشاكل فنية ، حتى مع المستوى الرائع ولكن الدفاع لا يطمئن ، استمرار في ارتكاب الهفوات كما حدث في المواسم السابقة لكن بشكل أقل، هناك تحديات عديدة ضد الفريق ، أهمها الاستمرارية.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب