حقق برشلونة فوز كبير بثلاثة أهداف نظيفة علي فريق السيدة العجوز في المباراة التي جمعت بينهما علي ملعب الكامب نو في الجولة الإفتتاحية لدور المجموعات من دوري أبطال اوروبا في مباراة شهدت تألق كبير من الساحر ليونيل ميسي بتسجيله هدفين و بذلك يتمكن من كسر عقده عدم التسجيل في أحد أساطير حراسة المرمي في التاريخ العملاق الإيطالي بوفون .
هذه النتيجة الكبيرة للمباراة بثلاثية نظيفة ربما لا تعكس مجريات المباراة و خصوصا أن يوفنتوس قدم مباراة جيدة في الشوط الاول و منع برشلونة من تشكيل أي خطورة حقيقة بل و أضاع يوفنتوس عدة أهداف نظرا لرعونة لاعبيه أمام المرمي ، فتسجيل أحد هذه الفرص كان كفيل بجعل يوفنتوس متقدما في النتيجة مما كان سيزيد الضغط أكثر و أكثر علي لاعبي برشلونة و ربما كانت ستنتهي المباراة بفوز يوفنتوس أو التعادل علي أقل تقدير .
توقيت هدف ميسي هو نقطة تحول المباراة :
في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول يسجل ميسي هدف التقدم للبلوجرانا من مجهود فردي للساحر و المنقذ للفريق الكتالوني دائما ليونيل ميسي بإختراقه لوسط ملعب يوفنتوس من العمق و عمل الخد و هات مع لويس سواريز الذي تمركز في هذه الهجمة علي حدود منطقة الجزاء في العمق أيضا و ليس الجانب الايسر كما كان في أغلب أوقات المباراة ، فهذه الجملة الوحيدة المكتملة و الصحيحة من برشلونة طوال الشوط الأول كانت كافية لميسي لإعلان كسر عقدة عدم التسجيل في مرمي بوفون و تقدم برشلونة في النتيجة .
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
هذا الهدف الذي فتح المباراة في الشوط الثاني و زاد من حماسة لاعبي برشلونة و رفع معنوياتهم و معنويات ميسي فتحسن أداء الفريق ككل و ظهرت ثغرات يوفنتوس و تأثير غيابات لاعبيه علي الفريق و سجل برشلونة هدفين ليفوز بثلاثية نظيفة .
تأثير غيابات يوفنتوس :
قدم اليوفي في الشوط الأول أداء متامسك جيد جدا في الضغط العالي و تضييق المساحات علي وسط و هجوم لاعبي المدرب فالفيردي رغم الغيابات الكثيرة ليوفنتوس في كل الخطوط من ماندزوكيتش في الهجوم مرورا بخضيرة و ماركيزيو في الوسط حتي الغياب الاكبر تأثيرا و هو كيليني في الدفاع .
بعد رحيل بونوتشي و داني ألفيس فإن تأثير تقدم عمر بارزالي و لعبه بجوار بن عطية الذي لا يستطيع أن يعوض رحيل بونوتشي أو غياب كيليني بالتأكيد فتح الثغرة في الهدف الأول و ثغرات عديدة في الشوط الثاني إستغلها ميسي و رفاقه ، لذلك أعتقد مع عودة كيليني و تجهيز هاوديز المدافع الألماني فهذا الثنائي في محور دفاع البيانكونيري يمكن أن يعود بكثير من الصلابة الدفاعية المعتادة لليوفنتوس في موسم صعب و طويل، لكن مع بارزالي و بن عطية سويا كان من المستحيل علي بوفون أن يحتفظ بشباكه خالية علي مر التاريخ من أهداف الساحر الأرجنتيني ميسي.
أهمية هدف ميسي الأول في يوفنتوس في موسم برشلونة مابعد نيمار :
أهمية الهدف هي أهمية معنوية و تكتيكية علي السواء لبرشلونة و لا أبالغ إن قلت أنه ربما قُبلة الحياة لموسم برشلونة الأول بعد نيمار علي المستوي المعنوي و التكتيكي ، فكيف ذلك ؟
علي المسوي المعنوي ، فالكل يعلم مدي تأثير صدمة رحيل نيمار و خصوصا بالطريقة التي رحل بها و بعد موسم لم يفز فيه برشلونة إلا بكأس ملك إسبانيا ، فتوقعت الجماهير أن يتم تدعيم الفريق بصفقات قوية للعودة للبطولات المحلية و الاوروبية مرة اخري فإذا بالمفاجئة برحيل نيمار الذي كان يتم تجهيزه ليستلم راية قيادة الفريق بعد ميسي في السنوات القليلة القادمة و بعدها جاء فشل التعاقد مع كوتينيو الصفقة الإعلامية الضخمة التي كانت تعول عليها إدارة برشلونة للتغطية علي رحيل نيمار و إنتهي سوق الانتقالات بالتعاقد مع ديمبلي اللاعب المتميز من دورتموند و أحد مواهب الكرة العالمية القادم بقوة و لكنه لا يزال في العشرين من العمر و أمامه الكثير ليتطور و يعوض نيمار فإنتهي سوق الإنتقالات بعدم رضا عام من الجماهير . و لا ننسي الهزيمة من الغريم التقليدي ريال مدريد ذهابا و إيابا في كأس السوبر الإسباني و عدم تجديد ميسي و إنيستا لعقودهما حتي الآن كل ذلك يزيد من حالة الفوضي و الحالة المعنوية السيئة لجماهير و لاعبي الفريق الكتالوني .
بدأت الأمور تتحسن قليلا مع بداية الدوري بفوز برشلونة في الثلاث مباريات التي لعبها خصوصا مع تعثر ريال مدريد بالتعادل في مبارتين و تحسن الأداء الجماعي علي المستوي الدفاعي و الهجومي للفريق الكتالوني و بداية ظهور فكر فالفيردي و كيفية توظيفه للصفقات الجديدة و رؤيته لطريقة اللعب و تشكيلة برشلونة في هذا الموسم بعد رحيل نيمار و لكن برشلونة لم يقابل أي فريق قوي ، حتي و إن سجل برشلونة تسع أهداف و لم يستقبل أي هدف في ثلاثة مباريات لعبها في الدوري و لكن كان يمكننا القول أن هذا التحسن كان امام بيتيس و ألافيس و إسبانيول ولا يمكن الحكم علي الفريق بعد، فكانت الحاجة للفوز علي فريق كبير لتأكيد عودة الثقة و لو حتي من الناحية المعنوية فقط و ياحبذا لو كان هذا الفريق هو يوفنتوس الذي أخرج برشلونة من دوري أبطال اوروبا الموسم الماضي و فشل الفريق الكتالوني بتسجيل أي هدف في مبارتين ضده ، فهذا الهدف لميسي فتح المبارة و مكن الفريق الكتالوني من الفوز و بثلاثية نظيفة علي فريق بحجم يوفنتوس حتي و إن كان فريق السيدة العجوز يعاني من غيابات كثيرة و لكن سيبقي في أذهان الجماهير و اللاعبين أن برشلونة فاز علي فريق يوفنتوس الذي أخرجه من البطولة العام الماضي أضف إلي ذلك ان هذا الهدف كسر عقدة عدم تسجيل ميسي في بوفون و أرسل رسالة للجميع في برشلونة قبل غيرها ان الفريق لم ينهار و قادر علي المواصلة و المنافسة علي جميع البطولات كعادته و علي الطريق الصحيح .
فهل برشلونة فعلا علي الطريق الصحيح ؟
معنويا نعم و لكن تكتيكيا ليس بعد .
علي المستوي التكتيكي :
بإختصار هذا الهدف هو الجملة الوحيدة الصحيحة و المكتملة في الشوط الاول من الناحية التكتيكية للفكر الذي يريد فالفيردي تطبيقه مع برشلونة لتعويض نيمار و هو اللعب بميسي كمهاجم وهمي في طريقة ٤٣٣ و علي الاطراف ديمبلي و سواريز ، الشيء الذي يضعف كثيرا من خطورة سواريز و لكن يزيد من خطورة ميسي بشكل كبير ، و لكن مع تمركز سواريز في هذه الهجمة في العمق و في بعض الهجمات مع تحرك إنيستا من العمق لليسار و تكملة ألبا في الهجوم علي الطرف الأيسر يستطيع فالفيردي أن يأخذ افضل ما عند ميسي و سواريز معا و هو ما تمثل في هذا الهدف ، لذلك هذا الهدف من الناحية التكتيكية ايضا يمثل النموذج الذي يريد فالفيردي ان يبني عليه تمركز لاعبي برشلونة في الحالات الهجومية خلال الموسم .
لذلك فهذا الهدف في رأيي هو قُبلة الحياة لبرشلونة ما بعد نيمار إذا ما تم البناء عليه من الناحية المعنوية و التكتيكية.
لمتابعة أخبار الكرة الإسبانية عبر الفيسبوك
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
